شفقنا- بيروت- دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، إلى حماية أوروبا «الهشة» من الانقسامات في مواجهة الأزمات.
وقال هولاند، خلال إحياء الذكرى المئوية لإحدى المعارك الأكثر دموية في الحرب العالمية الأولى في فردان: «واجبنا المقدس محفور في أرض فردان المدمرة، إنه يختصر في بضع كلمات: فلنحب وطننا ولنحمِ منزلنا المشترك: أوروبا، التي سنكون من دونها معرضين لعواصف التاريخ».
وفي السياق ذاته، قالت ميركل، التي استقبلت بلادها أكثر من مليون لاجئ في عام 2015: «من المهم من أجل بقائنا ألا ننغلق على أنفسنا بل أن ننفتح على الآخر».
وشدد هولاند وميركل أمام آلاف من الصلبان في مقبرة دوومون شرق فرنسا، على الوضع الهش الذي تشهده أوروبا حيث «تنشط قوى الانقسام والإغلاق مجددا»، وذلك عشية استفتاء في 23 حزيران قد يؤدي إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأكد الرئيس الفرنسي أن أوروبا «فضاء كبير هش» يتطلب حماية، مشددا على أن «لفرنسا وألمانيا مسؤوليات محددة، بينها استقبال السكان الذين يفرون من المآسي والمجازر». وقال: «علينا ألا ننسى أبدا، وخصوصا هنا، أن التاريخ يمكن أن يكون مأساويا، وأن تصنعه تقلبات يمكن أن تلقي فجأة ببلد، بمنطقة، في الفوضى كما نلاحظ في الشرق الأوسط».
وشكل التقاطع بين تصاعد القوميات قبل العام 1914 والتوتر الذي تواجهه أوروبا راهنا أحد عناوين اليوم الطويل في فردان. وقالت ميركل، لدى استقبالها في مقر بلدية فردان في سابقة لمسؤول ألماني في منصبها، إن «اسم (فردان) يرمز إلى فظاعة وعبثية غير معقولتين للحرب، وكذلك إلى العبر والمصالحة الفرنسية – الألمانية». ورد هولاند بأن «فردان مدينة تمثل في وقت واحد الأسوأ، حينما خسرت أوروبا نفسها قبل مئة عام، والأفضل، حين تمكنت المدينة من الاتحاد من أجل السلام والصداقة الفرنسية – الألمانية. فلتعش الصداقة وروحية فردان».
وكان المسؤولان بدآ اليوم الطويل تحت المطر في مقبرة كونسانفوا للألمان، بالوقوف دقيقة صمت على غرار ما فعل في 1984 سلفاهما الراحلان الألماني هلموت كول والفرنسي فرنسوا ميتران، قبل أن يقفا يدا بيد أمام مقبرة قتلى الحرب في دوومون، في مبادرة أصبحت رمزا للمصالحة الألمانية – الفرنسية.
وقرعت الأجراس على امتداد كيلومترات حول المقبرة التي تحوي رفات 130 ألف جندي من البلدين، إحياء لذكرى 300 ألف قتيل في معركة شرسة استمرت من شباط حتى كانون الأول 1916. وحضر هولاند وميركل عرضا مسرحيا للسينمائي الألماني فولكر شلوندورف، شارك فيه 3400 شاب فرنسي وألماني أدوا دور جنود الحرب الأولى.
ولم تستسغ زعيمة اليمين الفرنسي المتطرف مارين لوبن هذا العرض وكتبت على صفحتها على فايسبوك إن «السير بين المقابر لهو أمر معيب بالفعل».
(ا ف ب)

































