واشنطن: قمة دولية لدرء “الإرهاب النووي”

211

شفقنا- بيروت- يستضيف الرئيس الأميركي باراك أوباما، في واشنطن اليوم وغداً، القمة الدولية الرابعة حول الأمن النووي التي تهدف إلى منع وصول إرهابيين إلى مواد أو منشآت نووية.

وطوال هذا المسار سعى قادة العالم إلى توفير أفضل السبل لمنع سرقة أو اقتناء مواد نووية من قبل متطرفين. كما عززوا أيضاً مكافحة التجارة غير المشروعة بهذه المواد وخفض مخزونات اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم (المستخدَمين في صنع قنابل ذرية) الموزعة في العالم.

وكان هدفهم أيضاً تعزيز الأمن الالكتروني للمحطات النووية. ويُقرّ الخبراء بتحقيق تقدّم في هذا الإطار.

ومنذ قمتهم الأولى في العام 2010 تخلصت 14 دولة من مخزوناتها من المواد الانشطارية، فيما سرّعت أخرى جهودها للتخلص منها. وأرسلت اليابان مثلاً هذا الشهر إلى الولايات المتحدة كمية من البلوتونيوم تسمح بصنع نحو 50 قنبلة.

لكن خبراء مبادرة مكافحة الخطر النووي يعتبرون أن جهود الحكومات تسجّل تباطؤاً، وأن ثمّة ثغرات لا تزال قائمة بالنسبة لأمن عدد من المنشآت النووية في العالم.

وأفادت دراسة لفريق دولي حول المواد الانشطارية في العام 2015 أن في العالم كمية كافية من البلوتونيوم واليورانيوم المخصب لصنع ما يوازي 200 ألف قنبلة نووية، مثل قنبلة هيروشيما.

وعبرت شارون سكواسوني، الأخصائية في منع الانتشار النووي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، عن أملها في انضمام بلدان ما زالت متحفظة حتى الآن بشكل نشط إلى العملية. وفي العام 2014 قطعت تعهدات، لكن دولاً كبيرة مثل الصين والهند وباكستان لم تشارك في تلك الجهود. واعتبرت أن «مشاركة هذه الدول ستكون مهمة فعلاً».

والطريقة التي يمكن أن يستمر فيها العمل المنجز في السنوات الأخيرة مدرجة بين المواضيع الكبرى التي ستبتّ أثناء هذه القمة الأخيرة بالنسبة لأوباما قبل انتهاء ولايته. فإدارته كانت المحرّك لهذه القمم، ويبقى الآن تحديد من سيتولى المهمة بعد رحيله.

ورغم أن روسيا لا تزال قوة نووية عظمى، يغيب عن القمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكذلك قادة إيران وكوريا الشمالية. وأبدى عدد من الخبراء أسفهم لكون الدول لم تدرج الأسلحة النووية في مناقشاتها. وقال بروس بلير، المشارك في تأسيس منظمة «غلوبال زيرو» لمكافحة الأسلحة النووية، «علينا وضع أجندة تشمل كل المواد الانشطارية النووية، المدنية والعسكرية».

ورغم أن القمة حول الأمن النووي لن تخصص فقط للخطر الإرهابي، ستعقد الدول المشاركة في التحالف العسكري لمحاربة الجهاديين اجتماعاً على هامش اللقاء الموسع.

وإن كان خبراء قليلون يعتقدون بأن تنظيم «داعش» سيتمكن يوماً من حيازة السلاح النووي، فإن كثيرين يخشون من حصوله على اليورانيوم أو البلوتونيوم لصنع «قنبلة قذرة»، وهي قنبلة لا تحدث انفجاراً نووياً وإنما تنشر الإشعاع النووي، وبالتالي فإنها تخلف آثاراً رهيبة على صحة الناس، جسدياً ونفسياً وعلى الاقتصاد.

سجلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية 2800 حالة تتعلق بالمتاجرة أو الحيازة غير القانونية أو فقدان مواد نووية في العالم خلال السنوات العشرين الماضية.

وكان منسق الاتحاد الأوروبي في مكافحة الإرهاب جيل دو كيرشوف، في مجلة «لا ليبر بلجيك» السبت الماضي، من قرصنة محتمَلة أو سيطرة حركات جهادية عبر الإنترنت على مركز إدارة محطة نووية، معتبراً أنها «يمكن أن تحدث في أقل من خمس سنوات».

وقد عُقدت أول قمة حول الأمن النووي في العام 2010 في واشنطن، ثم تبعتها قمتان في سيول في 2012 ولاهاي في 2014.

(ا ف ب)

www.lebanon.shafaqna.com

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.