القاضي السموري لـ”شفقنا”: الحسين ثورة اصلاحية لحفظ الحقوق ونصرة المظلوم وبسط العدالة بين الناس

1436
خاص شفقنا- بيروت-
لم تكن اهداف الثورة الحسينية وحركتها الإصلاحية مرتبطة بزمان ومكان، فقد كان اول شعار اطلقه الإمام الحسين في حركته “انما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي اريد ان آمر بالمعروف وانهى عن المنكر”.
وقد كانت ثورته تضحية من اجل الاصلاح، اصلاح الامة والمجتمع من الفساد والمفسدين، لتخرج المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف وتبين ان ثورة الإمام الحسين عليه السلام حركة لإصلاح الأمة ومواجهتها للحكام الظالمين والفاسدين، مشيرة الى ان أهداف الثورة الحسينية وحركتها الإصلاحية لم تكن مرتبطة بزمان ومكان لان التخطيط لها وبيان طبيعة أهدافها وكيفية حصولها لم تكن من البشر بل كانت بتخطيط الهي وبإرادة إلهية التي بينت طبيعة أهداف هذه الثورة”.
وفي هذا السياق، يؤكد القاضي الشيخ موسى السموري في حديث خاص لـ”شفقنا” انه من المعلوم ان الناس عندما يطالبون بأي مطلب يخرجون حاملين الشعارات، والحسين كان واضحا في الحركة التي اطلقها وخروجه على الواقع الذي كان موجودا في زمنه، وهو الإمام المعصوم بلسان القرآن وبآية التطهير وفي الروايات التي حفظتها كل الأمة عن جده الرسول”.
وتابع سماحته و”الحسين هو سبط من الاسباط” مشيرا الى الآية التي تتحدث عن اولاد يعقوب ” وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا ۚ “، لان السبط في اللغة قد يطلق على الحفيد وقد يطلق على القوم والفئة والملّة ومن الواضح ان النبي “ص” كان يشير الى ان الحسين سبط من الاسباط، اي ان له فئة منه تنتسب اليه تخرج عبر الاجيال تحمل نفس الذي حمله في وجه الظلم والاستبداد”.
واضاف “لولا الحسين لكانت معالم الدين كلها طُمست، لذلك يقول الامام الحسين في بعض الخطب ان الدنيا تنكرت وتغيرت، ووصل الامر في زمنه ان يرُى المعروف منكرا والمنكر معروفا، لذلك اصبح الناس يرون الطاغية يزيد شارب الخمر كما وصفه الامام وانه قاتل للنفس فاسق ومثلي لا يبايع مثله، ولم يقصد بمثلي “الأنا” انما ما يمثل من رسالة السماء والدين المحمدي الذي جاء بحفظ الحقوق وعدم هتك الاعراض ونصرة المظلوم وبسط العدالة بين الناس، ومثله اي ما يمثل الصفات الشيطانية فلولا قيام الحسين في وجه الظلم لطمس الدين وتغيرت كل مفاهيم الاسلام.
وتابع، مادام الحسين ارسى لنا هذه القواعد بعد ان قدم نفسه وعياله وكل ما يملك في سبيل ان يبقى الدين المحمدي مستمرا الى يوم القيامة فنحن نسعى انطلاقا من تكليفنا وواجب الامة ان تسعى الى اداء العدالة التي ارادها الله في المجتمع، فعاشوراء زرعت الامل في كل المجتمعات والناس والفئات مؤكدة في مفهوم اهدافها انه مهما كنتم فئة قليلة فلا تيأسوا من احقاق الحق ومواجهة الظلم، فالحسين كان فئة قليلة الا انه استطاع ان ينتصر.
ولفت القاضي السموري الى ان ثورة الحسين هي من معجزات الله تعالى و محطّ عنايته التي تدخلت، فالله حبس النصر عنه لان الله اراد ان تكون ثورته مزروعة في قلوب الامم وعواطفهم، وهي ليست مسألة عقلية انما عاطفيةـ اي اننا وفي اي زمان وعندما يواجه هذا الدين تغييرا وطمسا والى سحق ما جاء به الله وما اراده ان يكون سائدا بين الناس حفاظا لهم ولكراماتهم واعراضهم، أراد لنا ان نذكر الحسين وما جرى عليه عندها من المستحيل ان يبقى الانسان يسير في نهج عمره اكثر من الف واربعمئة عام الا من خلال الحركة القلبية العاطفية.
وشدد على ان الهدف من هذه الثورة الاصلاحية هو العمل والسعي وخصوصا واننا نحن الشيعة نؤمن بظهور صاحب الامر وهو موجود وهو صاحب العزاء الاكبر، لذا علينا ان نعمل لنكون في دولته وان لا نتقاعس ونتفرج، فالحسين لم يقف مكتوف الايدي متفرجا انما خرج.
وأكد القاضي السموري ان عاشوراء تريد منا ان نبقى مشتعلين في وجه الظلم وان نقول للباطل باطلا، فالحسين علمنا عندما قال ليزيد انت باطل سجلت الامة كلها ان هذه الفئة هي باطل ومنكر والسكوت يعطي شرعية وعاشوراء قالت لا سكوت كي لا تأخذ الفئة التي يتمثل فيها الباطل الشرعية”.
وختم بالقول، ان قضية الحسين قضية استثنائية لذلك خصه الله تعالى بأحكام استثنائية منها تكوينيه ومنها تشريعية، فأعطاه استجابة الدعاء تحت قبته، ومن الآثار التكوينية فقط اجاز لنا الله ان نأكل من تربه قبر الحسين دون غيره حتى النبي “ص” مع العلم ان النبي افضل منه وان ابوه اي الامام علي افضل منه انما لم يجز لنا ان نأكل من تربة اي قبر نبي او ولي سوى الامام الحسين، وهذا كل لانه قدم كل ما عنده في سبيل ان يستمر الدين المحمدي، مشيرا الى انه لولا دم الحسين لم يستمر الدين الى هذا اليوم واراد الله تكريمه فارتضى ان يكون ذبيح الله.
ملاك المغربي- شفقنا

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.