خاص- عبد الساتر لـ”شفقنا”: تضييع الوقت مع حكومة تصريف أعمال يعني المزيد من الإنهيار

821

خاص شفقنا -بيروت-
سبعة أيام كانت كفيلة بإطلاق رصاصة الرحمة على حكومة “التكنوقراط” برئاسة حسان دياب، الحكومة التي كان مخاضها عسيراً، شهدت رحيل أعسر بأضعاف، فكانت كارثة مرفأ بيروت كفيلة بدفع دياب لخطوة متسرعة تمثلت بدعوته “لإنتخابات نيابية مبكرة” من دون مشاورة القوى السياسية، فما كان من الأخيرة إلا أن قلبت الطاولة وادخلت الحكومة في عهد تصريف الأعمال، فيما الأعمال تتكثف لترميم الأضرار في بيروت ومتابعة التحقيقات للوصول إلى نتائج واضحة لمسببات الكارثة.

وفي هذا السياق وفي قراءة لتداعيات إستقالة الحكومة يقول المحلل السياسي فيصل عبد الساتر لـ”شفقنا” أن لبنان يصاب مرة اخرى بانتكاسة سياسية تسببت بها الكارثة الكبيرة التي حصلت في مرفأ بيروت، والتي أدت إلى استقالة الحكومة التي قيل بأنها حكومة “تكنوقراط”. مضيفا أن هذه الحكومة لم تقدم أي شيء من شأنه أن يُعتبر خطوة إلى الأمام، بل على العكس فإنها تعرضت لحصار داخلي ومحاولات من بعض الأطراف اللبنانيين لتفعيل حصار على المستوى الخارجي، هذا إضافة إلى عجزها عن مواجهة الأزمات.

ولفت عبد الساتر إلى أن دياب وقع في سوء تقدير في ما أطلقه من مواقف، وربما ما ذكره عن انتخابات نيابية مبكرة من دون أن يتشاور مع أحد، كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير. معتبرا أنه لا يمكن لرئيس حكومة أن يطرح مثل هذا الأمر من دون أن يتشاور مع القوى السياسية ومع رئيس الجمهورية بشكل اساسي، لأن هذا الطرح يأخذ البلد إلى استحقاق كبير يصادر نتائج الإنتخابات النيابية التي حصلت منذ سنتين ونيف، وقد يُحدث تغيرا في بنية النتائج التي حصلت عليها الاكثرية النيابية. وأضاف بأن هذا الأمر فهمهته القوى السياسية التي اعتبرت بأن لبنان بات مخيراً ما بين أن تستمر وتيرة استقالة النواب لتشكل ضغط شعبيّ وبالتالي نكون أمام فراغ كامل في البلاد، أو أن تقوم هذه القوى بخطوة ما تستقيل على اثرها الحكومة وهذا ما حصل، اذ اُفرغت الحكومة من مضمونها بعد تهديد العديد من الوزراء بالإستقالة، ما أرغم الرئيس دياب على تفادي إستقالة ثلثي الوزراء، وأعلن إستقالته بنفسه ربما لحفظ ماء الوجه.

وأكد عبد الساتر بأن كارثة مرفأ بيروت ساهمت بكسر حالة الحصار والعزلة التي كان يعاني منها لبنان، ومجيئ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرافض لأي حكومة من النوع “الحيادي” أو “التكنوقراط” والمصر على حكومة تملك هوية سياسية تستطيع أن تستوعب وتمثل كافة الأطراف، حمل معه مبادرة وبعض الأفكار التي ممكن أن تُسهم بشكل أو بآخر بإعادة ترتيب الواقع اللبناني بإذن وغطاء من الإدارة الأميركية وبعض الدول العربية. لافتا إلى أن العالم العربي ومعه العالم الغربي بدأ يتعاطى مع لبنان بطريقة مختلفة الآن رغم أن العلاقات فتحت اليوم للمساعدات الإنسانية.

وأشار عبد الساتر إلى أن نجاح المبادرة الفرنسية الآن مرهون بمدى قدرة القوى السياسية على الإصطفاف مجددا، إلى جانب قدرتها على التسويق لنفسها أمام حركة الشارع الناقمة، مؤكدا أننا لا يمكن أن نبقى في العراء هكذا، والمزيد من تضييع الوقت مع حكومة تصريف أعمال هذا يعني المزيد من الإنهيار على كل المستويات.

وتابع عبد الساتر: حتى نستفيد من هذا المناخ الدولي والإقليمي الإيجابي علينا أن نذهب الى اختيار شخصية لرئاسة الحكومة لا تميل باتجاه الاميركي والغربي ولاتعادي المقاومة، وأن لا نأتي برئيس حكومة لا لون له تحت عنوان حكومة حيادية أو غير حيادية. مؤكدا أن المطلوب الآن الإتفاق على أمرين أولهما اسم رئيس الحكومة، والثاني مهمة الحكومة، والتي يجب أن تكون حكومة انقاذ الوضع الاقتصادي ووقف الانهيار المالي واعادة الاعمار، وتسعى للإتفاق على قانون انتخابي جديد، وتسير بنا إلى انتخابات نيابية مبكرة، وتستعيد أموال المودعين، وتفعل التدقيق الجنائي والمالي. لافتا إلى أن هذه الحكومة ستكون أمام هذه المعضلات الصعبة مجتمعة، لذلك يجب أن تكون القوى السياسية مُجمعة على الوقوف مع الرئيس الجديد وهذا ما تريده الادارة الامريكية والفرنسية.

مهدي سعادي – شفقنا

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.