الباحث السياسي أبو زيد لـ”شفقنا”: المطلوب مؤتمر تأسيسي ولا حكومة من دون موافقة الثنائي الشيعي

1007

خاص شفقنا- بيروت-
حتى الآن، ما زال تأليف الحكومة منحرفاً عن المسار الذي كان يُفترض أن يسلكه منذ اللحظة الأولى لتكليف مصطفى أديب تشكيلها، ومع إمعان المعنيين بهذا الملف، فإنه ليس في الإمكان الجزم بأنّ ما تبقّى من الاسبوع الجاري سيحمل تباشير الإنفراج. وفي هذا الجو، تبقى المبادرة الفرنسية متموضعة بلا حراك على رصيف التأليف، فمن يعرقل تأليف الحكومة وتعطيل المبادرة الفرنسية؟ وما هو السبيل لانقاذ لبنان والخروج من هذه الازمات؟

في هذا السياق، وفي حديث خاص لـ”شفقنا”، رأى الكاتب والباحث السياسي سركيس ابو زيد أن هناك عدة اسباب أدت الى عرقلة المبادرة الفرنسية، فالمسؤول الاول والاساسي هو الموقف الاميركي الذي فرض نوعا من العقوبات والتدخلات التي تركت انطباعا عند الاطراف اللبنانية ان هناك هجمة اميركية وضغط اميركي من اجل عرقلة المبادرة الفرنسية، لأن الاطراف المعنية شعرت بأن هناك هجمة اميركية مدعومة من بعض الاطراف المحلية ، ومن الطبيعي ان تتطلب هكذا هجمة نوعا من الحيطة قبل تقديم تنازلات من أجل تحصين الموقف الوطني وموقف المقاومة.

اما المعطل الثاني، يضيف سركيس، فهناك بعض الاطراف اللبنانية المدعومة اميركيا وعربيا استشعرت وكأنها بحالة قوة فحاولت ان تستغل المبادرة الفرنسية والموقف الاميركي ودعم بعض الانظمة العربية من اجل تعزيز موقعها ، او تطويق المقاومة، والاخذ من المقاومة ما لم تأخذه بحالات الحرب او بالحالات العادية، فحاولت ان تعرقل من خلال تشكيل ما يسمى “نادي رؤساء الحكومات السابقين” الذي حاول ان يفرض نوعا من الوصاية على الرئيس المكلف وان يدعم ويسهل له الامور حتى لا يقدم اي تشكيلة ترضي الثنائي الشيعي او غيرهم، هذا الموضوع أربك الامر وخلّ بالتوازن الداخلي.

اما المسؤول الثالث فهو الرئيس المكلف مطصفى اديب، والمدعوم من الاكثرية، يقول ابو زيد، مضيفا: فهو لا يستطيع ان يشكل من دون هذه الاكثرية النيابية دون ان يتشاور ويتعاون معها من اجل الصيغة المطلوبة ، من هنا كان موضوع المداورة في الحقائب الوزارية حجة من اجل العرقلة لأن هذا التقليد موجود منذ تشكيل الحكومات منذ سنوات وخاصة منذ اتفاق الدوحة الذي ينص على تقاسم الطوائف الرئيسية للوزارات السيادية وهذا التقليد كان معمولا به، ومن يتابع مفهوم الديمقراطية التوافقية والتركيبة اللبنانية يعلم بأن أي اتفاق او تقليد سياسي لا يمكن ان يُستبدل الا اذا كان هناك اتفاق، والا تعتبر نوعا من الابتزاز او الضغط.

لا حكومة من دون موافقة الثنائي الشيعي

وتابع ابو زيد، لايمكن تشكيل الحكومة من دون موافقة الثنائي الشيعي، والثنائي الشيعي لا يستطيع ان يقدم تنازلات للولايات المتحدة ولأخصامه في لبنان بطريقة فيها نوع من الابتزاز وكأنها تحدٍ وعنوة وتعكس نوعا من التنازل والتراجع، واذا تراجع الثنائي الشيعي عن هذا المطلب، ربما يُطلب منه التنازل عن اشياء اخرى، لذلك لا يستطيع وخصوصا في هذه الظروف ان يقدم تنازلات مع العلم انه ابدى كل الاستعدادات لتسهيل مهمة الحكومة ولكن ضمن ظروف ايجابية دون ان يكون هناك جو التحدي هذا او هذه الهجمة او تلبية لمطلب اميركي او ما شابه، لذلك قام الرئيس سعد الحريري بهذه المبادرة لانه مضطر ان ينقذ المبادرة الفرنسية ولا يريد ان تنتهي بهذا الشكل وخصوصا بعد تدخل الرئيس الفرنسي ماكرون الذي ابدى نوعا من المرونة والدبلوماسية في العلاقة مع حزب الله ومع ايران وغيرها لذلك قدم التنازلات لان ماكرون يصر على مبادرته فلها انعاكس ايضا على وضعه في فرنسا.

“جهنّم”.. تعبير استفزازي

وردا على سؤال حول المقصود من عبارة “جهنم ” التي قد يذهب اليها لبنان في حال عدم تشكيل الحكومة ، والتي استعملها الرئيس عون خلال دردشة مع الصحافيين، قال ابو زيد: برأيي ان الرئيس عون استعمل هذه العبارة من باب الضغط على جميع الاطراف لأن الامور وصلت الى طريق مسدود والى عنق الزجاجة، واذا لم يكن هناك تنازلات متبادلة فربما تذهب البلاد الى المزيد من الفوضى خاصة وان الوضع الاقتصادي المالي منهار كما ان هناك اوضاعا امنية خطيرة في الداخل اللبناني بدأت تظهر في القرى وغيرها من المناطق والتي تؤشر الى انهيار امني ايضا، هذا يعني بأن البلاد ذاهبة الى نوع من حرب اهلية ومن الفوضى، لأن رئيس الجمهورية لا يملك الصلاحيات ولا يملك القدرة على ان يفرض على الاطراف المعنية اي تنازل او اي مخرج فاستعمل هذه العبارة من باب الضغط والاظهار بأن البلاد ذاهبة الى الفوضى وعبر من خلاله تعبيرا استفزازيا من اجل اثارة الرأي العام والضغط على جميع الاطراف لايجاد مخرج.

اما المطلوب اليوم، فرأى ابو زيد ان تُشكَّل حكومة استثنائية تقوم بمهمة محددة هي ايجاد مخرج للوضع المالي وانقاذ الوضع الاقتصادي واعادة لملمة الوضع الامني، وأن تُشكَّل وفق القواعد المتعارف عليها سابقا، على ان يُعقَدَ نوع من طاولة الحوار او مؤتمر وطني او تأسيسي من اجل التوافق على النظام الجديد والبحث عن صيغة حكم جديدة ومقبولة وهذا ما طالما دعا اليه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وإلا ستذهب الامور نحو الاسوأ.

ملاك المغربي – شفقنا

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.