باحث سياسي لـ”شفقنا”: العقوبات الاميركية على باسيل أخذت مناخ تشكيل الحكومة الى مكان صعب جدا

1265
خاص شفقنا- بيروت-
رأى الباحث السياسي الدكتور وسيم بزي أن التأخير والجمود في الملف الحكومي هو مقاربة الرئيس سعد الحريري نفسه للامور، لافتا الى ان التواصل لا يزال محصورا بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون ولم يتوسع الى باقي الاقطاب السياسية التي كان من المتفق ان يتواصل معها وحسم ما يسمى بالحصة المسيحية، ومن ثم ينتقل لاسقاط هذا التفاهم على حصص الآخرين ومشاركتهم الحكومة.
واعتبر بزي في حديث خاص لـ”شفقنا” انه ومن الواضح ان الرئيس الحريري وفي الزيارتين الاخيرتين له، تراجع عن قسم كبير من الذي كان متفق عليه مع الرئيس عون خاصة لجهة المداورة داخل كل طائفة وكان متفق ان تكون وزارة الداخلية للطرف المسيحي وكان حاسما من حيث المبدأ، الا انه تراجع وقرر من جديد ان يطالب بأن تكون هذه الوزارة من حصة الطائفة السنية ومن حصة تيار المستقبل تحديدا، ليعود الملف الحكومي الى نقطة اقرب الى الصفر نتيجة اختلال بطرح الحريري غير المفهوم اسباب تراجعه.
العقوبات على باسيل
اضاف بزي، الامر الاخر، هو تجدد الخلاف مرة اخرى على وزارة الطاقة، لافتا الى ان هذه الخلافات تزامنت والعقوبات التي فرضتها الإدارة الاميركية على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لتأخذ مناخ تشكيل الحكومة الى مكان صعب جدا.
وقال: كما كان توقيت العقوبات على يوسف قنيانوس وعلي حسن خليل قد طرح علامات استفهام حول حقيقة ما يريده الاميركيون وما يدّعونه وكان مشبوها جدا اختيارهم للتوقيت وللشخصيتين وللرسالة التي اريد ارسالها، فكانت بنفس الاسلوب المتعمد ونفس التوليف، حيث اختاروا شخصية رئيسية تترأس اكبر تكتل سياسي ولديها تمثيلا شعبيا واسعا خاصة على الساحة المسيحية وتستهدف رئيس الجمهورية بشكل مباشر، وكأن الاميركي بالحالتين كان يتعمد العرقلة وافشال المحاولات الايجابية بين اللبنانيين وهذا ما يطرح علامات استفهام حول الخطاب المعلن للاميركيين وحول هكذا خيارات والخلفية الحقيقية التي يريدونها.
بري وتدوير الزوايا
وعن محاولات تدوير الزوايا التي يرعاها الرئيس بري، لفت بزي الى ان الرئيس نبيه بري كان الطباخ الاساسي للـ 65 صوتا الذين نالهم الرئيس الحريري اثناء التكليف، وكان الحاضن الاساسي لما يسمى سرعة التأليف وكان طموحه ان يُنجَزَ تأليف الحكومة بأسبوع، لكنه للأسف فوجئ بالعقبات التي استجدت على طريق التأليف والتي لم تكن اسبابها الحقيقية مقنعة بالنسبة له، وبالتالي كان في الثماني والاربعين ساعة التي مرت لديه صدمة من الطريقة والسرعة التي تداعت بها الامور ووصلت الى ما وصلت اليه.
المبادرة الفرنسية ومصيرها
وردا على سؤال حول مصير المبادرة الفرنسية، قال بزي: “لا شك ان المبادرة الفرنسية اصيبت بصدمة كبرى بمرحلة مصطفى اديب حيث كانت ذروة الاقتراب الفرنسي وكان الرئيس ماكرون يتواصل مع اربعة من الرؤساء اللبنانيين فكانت المواكبة على مستوى عالٍ حيث كان كل الزخم الفرنسي موضوع بخيار مستمر، وشكل الرئيس الفرسي شخصيا فريقا لما يسمى بإدارة الازمة واطاح ودفع ببعض الرؤوس الى الخلف كالسفير ايمانويل بون الذي كان العنصر الاساسي في المواكبة واكتفى بالفترة الماضية بمتابعة الوضع اللبناني عبر السفير باتريك ديوريل وهو مستشار بالاليزيه”.
وختم متأسفا، “نحن في مرحلة انتقالية قد تطول، ومن الصعب، وفي ظل الواقع الجديد، ان تشكل حكومة سريعة، فعناصر كثيرة قد دخلت على الخط وهذا ما يتلازم مع اللحظة الضبابية في الولايات المتحدة الاميركية، وقد نكون محكومين بخيار تصريف الاعمال لحكومة حسان دياب وبقاء الرئيس الحريري رئيسا مكلفا ولفترة طويلة.
ملاك المغربي – شفقنا

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.