المفتي قبلان للسياسيين: بادروا سريعا قبل فوات الأوان والمطلوب حكومة أقطاب وطنية بامتياز

178

شفقنا- بيروت-
أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في رسالة الجمعة لهذا الأسبوع أن “الله تعالى قرن العبادة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كضرورة وظيفية لتأكيد معنى الإيمان السلوكي، وأهمه حماية السلطة من الفساد. من هنا يلزم على المؤمن أن يكون قويا واعيا إصلاحيا منخرطا بالحياة العامة ملتزما قضايا ناسه ومجتمعه، مصرا على الحق بكل معانيه، خاصة الشق الأخلاقي، لأن أفاعي الفساد يعتاشون التسلط على عقول الناس لنهب مواردها، ولتحويل هذا الإنسان من عبد لله إلى عبد لمزارعهم وإقطاعهم. وهذا كما يقال مربط الفرس في بلدنا لبنان، الذي يحتضر بسبب فساد السلطة التاريخي، وهناك من يعتقد أن استعادة السيطرة على لبنان كملعب يمر جبرا بدفتر شروط استنزاف وفقر وكارثة اقتصادية وعداد جنائز لا ينتهي”.

وأكد المفتي قبلان أن “لبنان في حاجة إلى غيث، وليس لقطرة، بحاجة إلى قامات وطنية تحسم أزمة البلد، وليس لعوامات دولية إقليمية. فهذا الخارج بكل زعيقه لم يقدم للبنان إلا الوعود الزائفة. ما يعني ضرورة المبادرة إلى تسوية داخلية، وليس تسوية تحت النار أو تسوية على وقع الجوع”، محذرا من “اللعب بالنار، لأن هذا البلد لا يتحمل حكومة شوارع، ولا حكومة أوكار وإعلام مرتزق واستثمار بالدم والنعيق، أو لعبة السنارة والطعم، كما لا يتحمل أكثريات سيئة وجماعات سجلها العدلي قذر، يجب أن نتذكر جيدا أن لبنان وطن، وليس عقارا للايجار أو بازارا للوكالات الحصرية”.

ولفت الى “أن هذا البلد تشبع من الدماء والتضحيات، ومن غير المسموح مصادرة قراره السياسي، تحت أي ظرف على الإطلاق، ومن يظن أنه بالحصار والتجويع يمكن أن يقلب المعادلة هو واهم، بل يعيش عقدة خيال”، مؤكدا و”كسياق تغييري ضروري، يجب وضع حد لمافيات الأزمة المالية السياسية وطواغيت الفساد، لأن السلة التي لا تجمع ماء صاحبها لص، ولا نريد لصوص سلطة وسماسرة مرافق عامة وإقطاعية مزارع”.

وأشار المفتي قبلان أن “الوباء السياسي أساسه صيغة لبنان الفاسدة، ويجب أن يعلم من يهمه الأمر أننا على مسافة مفخخة من مؤشرات انفجار كبير. لذلك المطلوب طبخة وطنية لا طبخات أجنبية. المطلوب لبننة لبنان وليس فرنسته أو أمركته. الحل يجب أن يكون هنا، وليس في الخارج. وما يجري الآن بخصوص الحكومة نزاع مكاسب على فوهة بركان نشط، وعلى طريقة الرسائل النارية. والمشكل الرئيسي عش الدبابير وموت الضمير وليس الخشية على شعب لبنان الجائع الممزق المنهوب بكل طوائفه وناسه. فبادروا سريعا قبل فوات الأوان، والمطلوب حكومة أقطاب وطنية وسياسية بامتياز، لأن التمثيل التقني موجود بكوكب آخر، وليس في لبنان، والمأزق الكارثي لا يقوم به إلا حكومة أقطاب وليس حكومة مستشارين ووكلاء”.

ووجه المفتي قبلان خطابه للسياسيين :”إن أكثر البلد مفخخ، ومجرد التفكير بخريطة طريق إلغائية لأي أحد، وخاصة على مستوى الانتخابات يعني وضع البلد في وكر إبليس، ونحن لن نسمح للأبالسة بتغيير التاريخ. ولأن البلد مفتوح على شوارع الخارج بشدة، نعود ونؤكد أننا لن نقبل بكراسي مفخخة، أو بحكومة بلا لون، أو حكومة هدايا، كما أننا لن نقبل بدفع البلد نحو المتاريس. لأن المطلوب إنقاذ البلد ولا تصفيته. والتهديد على طريقة المافيا نحن أو إحراق البلد ليس إلا دعاية، لأن البلد رغم كل أزماته قوي ومحمي، ولن يعود محلا للتسويات الخارجية السوداء”.

وختم :”لمن يهمه الأمر، يجب أن يفهم أن إغراق لبنان بالإعلام المدفوع والحقد الأعمى وغسيل الأدمغة عبر السم الإعلامي وتوظيف شياطين لسب الملائكة، لن يزيد أم الصبي في هذا البلد إلا ثقة وقوة وعزيمة ووطنية. ومن حرر البلد يجب أن يحميه، ولن نقبل أن يتحول لبنان فريسة مناطحات على طريقة الوكالات الخارجية التي تستثمر بالدماء والمتاريس والخراب”.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.