خاص- 18 لقاء بين عون والحريري بدون نتيجة.. من يعرقل التشكيل؟

1660

خاص شفقنا- بيروت-

لم يحمل اللقاء الـ 18 بين الرئيس المكلف سعد الحريري ورئيس الجمهورية ميشال عون أي جديد في ملف تشكيل الحكومة، بل حمل بيانين اثنين في معرض الرد من كلا الرئيسين على بعضهما البعض. “عقدة التشكيل هذه أظهرت أن وجهات النظر بين الطرفين متباعدة جدا وبالتالي لا ظروف تبشر بإتفاق قريب”، يقول الكاتب والمحلل السياسي غسان جواد لـ شفقنا، ويشير إلى أن عون يعتبر بأن لديه حق دستوري وميثاقي يكفله الدستور بالمشاركة بتشكيل الحكومة، ومن جهة اخرى فإن الحريري يعتبر بأن هذه الميثاقية مؤمنة في مسودة تشكيلته من خلال المستقلين وكتلة المردة والمناصفة الحاصلة حكماً داخل الحكومة بين المسلمين والمسيحيين.

ولفت جواد إلى أن هناك شكوك بأن الحريري غير قادر على تشكيل الحكومة حاليا وأنه يعتمد في مسار تشكيله للحكومة على توصيات تخدم مصالح بعض الدول الخارجية والتي تطلب منه إنجاز تشكيلة حكومية فيها الحد الأدنى من تمثيل حزب الله والتيار الوطني الحر، وربط انجاز هذا الأمر بتقديم العون والمساعدة اللازمة لحل الأزمة اللبنانية. مشيرا إلى أن عقدة الثلث المعطل كان عون قد تنازل عنها سابقا حين وافق على أن تكون حصة الداخلية من نصيبه، لكن الحريري عاد ورفض هذا الأمر ما اضطر عون لسحب قبوله بالتنازل.

واعتبر جواد أنه إلى حد اللحظة لم تنضج لدى القوى السياسية الظروف المناسبة لتشكيل الحكومة، مؤكدا أننا نعاني من أزمة حكم وليس أزمة حكومة إلى جانب وجود أزمة في تفسير الدستور وتحديد الصلاحيات، مما يتسبب بإضعاف المناعة الداخلية ويسمح بتدخلات خارجية أتوقعها قريبا، والتي لن تصب في مصلحة لبنان حتما.

وحول خيار تفعيل حكومة الرئيس حسان دياب المستقيلة أشار جواد إلى أنه نعم يمكن تفعيل عمل هذه الحكومة ولكنها لن تستطيع أن تطور وتكثف عملها كحكومة فعلية، والرئيس دياب ربط عودة حكومته بإجتماع المجلس النيابي لتحديد صلاحياتها، وهذه محاولة منه لتأمين الغطاء لنفسه أولا ولحكومته ثانيا من المجلس النيابي قبل المبادرة إلى دعوة الوزراء إلى الإجتماع مجددا. لافتا إلى أن موافقة الرئيس نبيه بري ضرورية في هذا السياق ولكنه ميال لحكومة يرأسها الحريري وحكومة اخصائيين – مستقلين كما أشار البيان الصادر عن حركة أمل قبيل اجتماع عون مع الحريري.

واستبعد جواد نجاح حكومة تكنوقراط، محذراً من المضي قدما بخيار صندوق النقد الدولي ودعا لضرورة التفكير جيدا قبل أخذ هذا القرار الذي هو قرار قاتل إقتصاديا ويعني تسليم رقبة اللبنانيين وجعلها رهينة لسنوات عجاف لمدة تتجاوز الـ 10 سنوات. مشيرا إلى أنه من الأفضل إعتماد الخيارات التي دعا إليها السيد حسن نصرالله من خلال التوجه شرقا وعقد اتفاقيات عادلة ومنصفة تغلب المصلحة اللبنانية على حساب أي وصاية محتملة.

وأضاف جواد :”مع الاسف وضع البلد صعب جدا وهو بحاجة فعلية لقرار داخلي كبير تؤيده كل القوى السياسية يضعف العامل الخارجي ويعطي أولولية للعامل الوطني الداخلي، أو أن علينا إنتظار التسويات الاقليمية الدولية حول لبنان وهذه التسويات قد تأتي قريبا وقد لا تاتي، مما يعني اننا سنظل في دوامة من المصاعب”.

مهدي سعادي – شفقنا

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.