خاص| المهدوية والخلاص عند أصحاب الأديان والمعتقدات

1230
خاص شفقنا- بيروت-
وراثة الارض، القسط، العدل… وعناوين اخرى اجتمعت عليها الأديان كأهداف ستتحقق على يد مخلص للبشرية، فهل الوعد بالظهور والقيام هو اخبار بحصول هذا التحول العظيم؟ ام هدف تمهيدي لابد من العمل عليه لتحقيقه؟ اسئلة ناقشتها الندوة الحوارية التي اقامها “معهد المعارف الحكمية للدراسات الدينية والفلسفية” في أجواء ولادة الإمام المهدي “عج” عبر منصة “زوم” تحت عنوان “المهدوية والخلاص عند أصحاب الأديان والمعتقدات”

فهل المهدوية هي محل اتفاق جميع المذاهب الاسلامية؟

الشيخ الدوسري: قضية المهدوية والخلاص متفق عليها
الشيخ جمال الدوسري
رأى رئيس مؤسسة الوحدة الاسلامية وعضو مجمع التقريب بين المذاهب في العراق الشيخ جمال الدوسري، انه ما من ديانة سماوية الا وبشرت بالمنقذ، بالمصلح، برجل في آخر الزمان يعيد للبشرية جميعا العزة والكرامة والعدالة والسعادة والامن والأمان، فالامام المهدي “ع” هو عقيدة ودين والذي ينكرهما او ينكر وجود الامام او عروجه في اخر الزمان ليس له ارتباط بهذه الامة.
اضاف: الأمة اليوم تعيش في قهر واضطهاد وطغى عليها المال والسياسة والشهوات وكثر الجائرون، وابتعدت عن القرآن ولا يمكن ان يعاد لها رشدها ومكانتها وعزتها وكرامتها الا يوم ان تعرف سبيل الخلاص والنجاة ونحن الفقراء الى الامام المهدي ولكننا الاغنياء به.
الاب خوام: يُنظر الى الخلاص من حيث التاريخ والرجاء
الأب جورج خوام
اما فيما يتعلق بموضوع الخلاص في المسيحية فأشار المدير السابق لمعهد القديس بولس للفلسفة واللاهوت ومدير دائرة النشر لدى المكتبة البولسية الاب الدكتور جورج خوام، ان المسيحية ترى موضوع الخلاص من جانبين، الاول تاريخي جرى ووقع في زمن معين على يد رسل حواريين كانوا مع المسيح، واصبح بالنسبة الينا اليوم من الماضي المُحَقَّق ونبني عليه كل ما يدعى لاهوتا او علم كلام في هذا الموضوع ، اما الشق الثاني المتعلق بالخلاص فهو موضوع “رجاء” اي القادم من الايام، فهناك ايضا جزء من التاريخ لم يحصل بعد وسوف يكون له واقع آخر متصل فيما سبق من احداث واشخاص و تعاليم”.
وقال: فشخص المخلص الذي نرجو ان يظهر للبشرية هو هذا الموعد الذي اعطاه في نهاية العالم بأن يرى الجميع يسيرون تحت راية واحدة هي راية الامام بتعاليم السيد المسيح، وهو ايضا رجاء ثابت وواقع نصبو اليه من خلال دعوتنا في المجتمعات بالرغم من كل ما يطرأ عليها من عذاب وآلام.
المهدوية في التراث الديني للشعوب
الدكتور أحمد ماجد
من جهته، لفت الباحث في معهد المعارف الحكمية الدكتور احمد ماجد، الى ان الحديث عن موضوع المهدوية هو ليس حديثا اسلاميا بالمعنى الدقيق للكلمة دون شك انه في النص القرآني هناك بعض التلميح لهذا المورد ولكن معظم ما وصل الينا كان عبر الاحاديث النبوية الشريفة.
وانطلاقا من هذا، عالج الدكتور ماجد هذا الموضوع من الناحية التي ترتبط بالبشرية وان هذه الفكرة ليست مجرد فكرة عابرة في تاريخ الامم والشعوب بل تنظر الى الموضوع في كيفية حضوره، ففي تاريخ الشعوب نجد فكرة الخلاص والمهدوية حاضرة بشكل كبير جدا، واذا ما ذهبنا باتجاه اليهودية فإن النصوص ايضا تؤكد على مجيء المخلص في آخر الزمان.
وتابع: هناك فكرة اساسية مركزية تشكل الاصول الاولية التي تسعى اليها الاديان وتعمل على تقديمها للبشرية كعنصر خلاص، وهو الذهاب باتجاه بناء الشخصية الايمانية في جميع المجتمعات لتكون مقدمة لمجيء المخلص وتعزز في الانسان الرغبة في الانطلاق والاستعداد باتجاه اقامة مجتمع العدل الالهي.
ملاك المغربي –شفقنا

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.