خاص شفقنا- بيروت-
كشفت الولايات المتحدة الأميركية عن تعاون جدي مع أنقرة حول تحرير منطقة الرقة السورية من تنظيم “داعش”, الأمر الذي أكده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحاته الأخيرة, ووزير دفاعه فكري إيشيق بأن بلاده تساند هذه العملية.
الباحث السياسي والخبير في الشؤون التركية الدكتور محمد نورالدين لفت في حديث خاص لوكالة “شفقنا”, أن هذا التعاون المستجد فرضته ظروف ما بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا, والتي أحرجت أميركا بعد اتهامها بأن لها دور بهذا الامر. اضافة الى منطلق العداء للنظام في سوريا وايران وروسيا, من أجل الضغط على هذا المحور بعد التطورات الميدانية التي شهدتها الساحة السورية, “كل هذه الأمور دفعت البلدين بأن يتحركا الآن لخلق توازنات ومعادلات جديدة في الداخل السوري”.
تحرير الرقة استبدال الاحتلال باحتلال
وأشار نورالدين أن منطقة الرقة تحتوي على تنظيم داعش أولا, مشيرا الى أن “الرهان الأميركي سابقا كان تحرير الرقة من قبل قوات أميركية وكردية مشتركة, لكن الظروف الميدانية والسياسية تغيرت في اتجاه أن تركيا ضغطت على الولايات الأميركية المتحدة لمنع أي دور لقوات الحماية الكردية غرب الفرات وجعلهم ينسحبوا ولو نظريا الى شرق الفرات”. وتابع, “ازاء هذا الضغط كانت الولايات المتحدة أمام خيارين: اما تركيا و اما الاكراد, بالتالي الآن أميركا أمام محاولة لتجاوز التوتر في العلاقة مع أنقرة بعد محاولة الانقلاب”. وهكذا جاء التعاون التركي الأميركي في الرقة الذي برأيي ليس تحرير بل استبدال الاحتلال باحتلال.
هناك التباس من قبل محور المقاومة حول هذه التدخلات
وحول موافقة اطراف النزاع في سوريا على هذه التدخلات, اعتبر نورالدين أنه منذ عملية جرابلس نفسها, كان هناك التباس من زاوية هل يتفهم أو يقبل محور الممناعة والمقاومة هذه العملية أم لا, بسبب البيانات التي صدرت من موسكو وطهران وحتى دمشق, التي لم تكن بيانات قوية بل بيانات أقرب الى تفهم الخطوة التركية من أن تكون بيانات تعارض القيام بهذه الخطوة. وتابع, “اما الآن بعد التصريحات التركية الجديدة باستمرار معاركها داخل سوريا وتقدمها نحو منبج, تغيرت لهجة محور المقاومة واصبح موضوع جرابلس نفسه موضع اعتراض وليس الرقة فقط”.
سنشهد تدخلات أخرى بعد جرابلس والرقة
ورأى نورالدين أنه لا يوجد شيء اسمه محاربة أميركا وتركيا لداعش, فحيثما داعش يعني أميركا وتركيا, أما ما نسمعه من غارات أميركية تستهدف هذا التنظيم عبارة عن تصفيات داخل البيت الواحد, بالتالي أميركا ليست جادة ولا تريد محاربته لأنها هي ومن معها في هذا الخط السياسي, هم الذين صنعوه وهم الذين ينهونه في حال انتهت وظيفتها.
كما أكد نورالدين أننا سنشهد تعديات أخرى على الأراضي السورية بعد جرابلس والرقة, لأن التصريحات الأردوغانية الأخيرة تشير الى مخطط واسع وطويل, يمتد من جرابلس وصولا للرقة وتل أبيض ثم جبال سانجار بالعراق والموصل, ما يعني فتح مرحلة جديدة قد تكون أكبر وأكثر خطورة. وختم قائلا: “ان أزمة سوريا مجمدة الآن بين عملية كر وفر, على الأقل الى ما بعد بدء الادارة الأميركية الجديدة وتحديد خطواتها المقبلة في سوريا.”
وفاء حريري


































