شفقنا- بيروت-
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مساء الجمعة، أن لا يمكن التفكيك بين المقاومة الإسلامية وبين كربلاء، مشدداً على أن كل ما لدى المقاومة الإسلامية في لبنان خلال أربعين عاماً هو من عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام).
وخلال المجلس العاشورائي المركزي الذي ينظمه حزب الله بالضاحية الجنوبية لبيروت، بارك السيد نصرالله للمسلمين جميعاً قدوم عام هجري جديد، سائلاً الله تعالى أن “يجعل العام الجديد أفضل على المسلمين واللبنانيين جميعاً، وشعوب المنطقة، من الاعوام الماضية، وأن يجعل أمورنا إلى خير إن شاء الله”.
وقدم الأمين العام لحزب الله التعزية “بمن توفى من العلماء، اتشرف بذكر أسمائهم وتقديم العزاء إلى عائلاتهم الكريمة، طبعاً العزاء هو لكل العائلات التي فقدت أعزاء خلال الأسابيع القليلة الماضية أخوة وأخوات وأباء وأمهات، ولكن جرت العادة أن اقتصر على ذكر السادة العلماء سماحة السيد محمد علي الأمين سماحة الشيخ أمين باقر، سماحة السيد عبداللطيف فضل الله، سماحة السيد علي الحسيني، والد الشهيد المجاهد هادي الحسيني، أتقدم إلى عائلاتهم الشريفة والكريمة وإلى أحبائهم وأعزائهم بأحرالتعازي بعد أن غادرونا خلال الأسابيع القليلة الماضية، ونحتاج إلى وقت حتى نتحدث عنهم أو نوفيهم حقهم كلهم، كل واحد بما يتناسب مع تاريخه وعلمه وجهاده، ولكن الليلة هي مخصصة للبدء بمراسم عاشوراء”.
وقال السيد نصرالله إن “مجدداً نعود إلى سيدنا ومولانا أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) إلى مجالسه ونحن لم نغادره في يوم من الأيام على امتداد كل عمرنا الماضي، لكن جرت العادة أن تحيى المجالس بهذه الليالي، هذا العام شعارنا “أربعون ربيعاً ـ سنبقى مع الحسين (عليه السلام)” من جملة أساسيات وثوابت مسيرتنا وحركتنا في حزب الله وفي المقاومة الإسلامية منذ اليوم الأول… من جملة هذه الأساسيات والثوابت إحياء ذكرى أبي عبدالله الحسين (عليه السلام) دائماً بأفضل وأعلى ما يمكن… طبعاً قبل 40 عاماً، علماؤنا أساتذتنا حوزاتنا العلمية في البلد، العلماء الذين كانوا موجودين، بعضهم ما زال موجودين، المؤسسات الحوزات المدارس الهيئات البيوت العائلات كلهم كانوا يحيون هذه الذكرى بشكل أو بآخر، لكن هنا اتحدث عن هذه الحركة بالتحديد والتزامها الأكيد والثابت والراسخ بإحياء هذه المناسبة، وشهدنا خلال الأربعين عاماً تطوراً كبيراً نوعاً وكماً في هذا الإحياء، ويشهد على ذلك لو عدنا إلى الأرشيف، يعني إذا عدنا إلى الأرشيف إلى الصور، إلى تسجيلات الفيديو، إلى وسائل الإعلام، الوثائق التي كانت موجودة، حجم هذا الإحياء في كل المناطق اللبنانية، ومستوى هذا الإحياء في مختلف المؤسسات والوسائل، عام 82، بعد 83، 84، كيف تتطور، كيف اتسع إلى ما وصلنا إليه بحمد الله عز وجل ، وهذا كله بتوفيق من الله، وتيسير من الله، وفضل من الله سبحانه تعالى، وإقبال المحبين وصدقهم وإخلاصهم وتحملهم، وأيضاً إصرارهم على هذه العلاقة القوية والمتينة والعاطفية، العقلية والقلبية، مع الإمام الحسين (عليه السلام)”.
وذكّر الأمين العام لحزب الله بأن “طبعاً هذه المناسبة منذ البداية إلى اليوم، من خلال إحيائها، وعيشها، والتواصل معها، كانت دائماً تمد مسيرتنا والناس، بالقوة، بالعنفوان، بالحماسة، بالصبر، بالثبات، بالاستعداد للتضحية بالأمل بالثقة بالله سبحانه وتعالى، وهذا ما شهدناه ونشهده حتى اليوم، وعلى مدى أربعين عاماً وخصوصاً في المحطات القاسية والصعبة والحادة… أساساً لا يمكن التفكيك بين المقاومة الإسلامية وبين كربلاء، وبين عاشوراء، وبين الإمام الحسين (عليه السلام)، وبين السيدة زينب (عليها السلام) ومن معهما في كربلاء… الإمام الخميني (رضوان الله تعالى عليه) عندما يتحدث عن الثورة الإسلامية الجماهيرية الشعبية العظيمة في إيران وانتصارها الساحق على الطاغوت، وقيام نظام الجمهورية الإسلامية، كان يقول “إن كل ما عندنا هو من عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام)”، وهكذا أيضاً عندما نتحدث عن المقاومة الإسلامية في لبنان خلال أربعين عاماً من عمل، وجهاد، وصبر، وتضحيات، وثبات، انجازات، إن كل ما عندنا هو من عاشوراء الإمام الحسين (عليه السلام)”.
وشدد السيد نصرالله على أن “اليوم أيضاً نبقى مع الحسين (عليه السلام) في هذا الشكل من أشكال البقاء وهو إحياء المناسبة… ونسأل الله أن نوفق جميعاً في كل المناطق وكل الوسائل والإمكانيات المتاحة لإحياء هذه المناسبة بشكل أفضل وأنفع وأجدى بما يرضى الله سبحانه وتعالى ورسوله الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار عليهم السلام، ومثل العادة أنا في ليالى عاشوراء أركز على الموضوعات ذات الطابع الديني والثقافي والتعبوي، لا اتناول الموضوعات السياسية نتركها ليوم العاشر، نعم إذا جد جديد خلال هذه العشر ليالي، واحتجنا إلى تعليق ما على حدث ما يستحق التعليق نحكي إن شاء الله، لكن الأصل هذا النمط من الكلمات التي أكون في خدمتكم خلالها”.
