بعد حلولها في المرتبة ٤٣ عربيا شفقنا تحاور رئيس الجامعة الإسلامية في لبنان الدكتور حسن اللقيس

618
رئيس الجامعة الإسلامية الدكتور حسن اللقيس

خاص شفقنا- بيروت-

الجامعة الإسلامية في لبنان تصنيف مميز بين جامعات الدول العربية

تعد الجامعة الإسلامية في لبنان واحدة من أبرز المؤسسات التابعة للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان والتي تضم آلاف الطلاب اللبنانيين من مختلف المناطق اللبنانية كذلك أعدادًا كبيرة من الطلاب العرب. وبجهود إدارتها وهيئتيها التعليمية والإدارية حققت الجامعة العديد من الإنجازات وكان أبرزها حلولها بمركز 43 ضمن تصنيف QS للجامعات العربية.

وكالة شفقنا كان لها لقاء خاص مع رئيس الجامعة الدكتور حسن اللقيس، الذي أعرب عن سعادتها بهذا التصنيف مؤكّدًا أنه أمر عظيم بالنسبة للجامعة، خاصة في هذه الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي يعيشها لبنان، لافتًا إلى أنه بالرغم من أزمة كورونا والتعليم عن بعد، استطاعت الجامعة المحافظة على هذا التصنيف أمام جامعات مدعومة بشكل كبير من قبل حكوماتها.

معايير التصنيف بحسب اللقيس ترتكز على عدد الطلاب والكادر التعليمي والهيئة الإدارية وإنتاجهم العلمي والبنى التحتية للمباني وغيرها من العوامل، فهذا الموضوع هو الأساس للوصول الى هذا الرقم.

ويضيف اللقيس: هذا التصنيف يعزز من سمعة الجامعة، ومستواها التعليمي ومستوى الشهادات والخريجين، وزيادة فرص الخريجين في سوق العمل.

أعداد كبيرة توجهت للجامعة هذا العام:

توجه كبير للطلاب إلى الجامعة وبنسبة كبيرة هذا العام، فبحسب رئيس الجامعة فإن عدد الطلاب الجدد هذا العام بلغ 6,700 طالب جديد ، وهذا رقم غير مسبوق لطلاب السنة الأولى، مع ملاحظة إجراء امتحانات دخول لاختيار الأكفأ، وتحديد مستوى لغة كل طالب، حيث تم اختيار أصحاب النتائج الأعلى في امتحان الدخول في اختصاصات العلاج الفيزيائي و تقويم النطق والمختبر والهندسة وكل الاختصاصات ذات المقاعد المحدودة.

الجامعة تقف إلى جانب المواطن:

مع استفحال الأزمة النقدية والاقتصادية في لبنان، عمدت الجامعات الخاصة إلى رفع أقساطها، وبعضهم أصبح يطلب الفريش دولار، إلا أن الجامعة الإسلامية في لبنان حافظت على أقساطها مع رفع نسبة قليلة منها بما يؤمّن احتياجات الجامعة واستمراريتها، وفي هذا السياق يؤكّد اللقيس أن الجامعة الاسلامية لا تتوخّى الربح، وكانت فكرة إنشائها ضمن مشروع الإمام السيد موسى الصدر، وهو مشروع المحرومين والفقراء، فالإمام الصدر كان يعمل على بناء الانسان، أراد النهوض بالفقراء الى مرحلة يتمكنوا فيها من الاعتماد على أنفسهم.

ويضيف اللقيس: من هذه المنطلقات نظمنا موازنتنا في الجامعة، مثلا كل الجامعات تأخذ فريش دولار أو دولار على 8,000 ليرة وضربت أسعارها بعشرات الاضعاف أما نحن فلا، لقد حسبنا الدولار على 3,000 ، ومازلنا نقدم المنح بنفس النسب التي كانت تعطى من قبل، مع الأخذ بعين الاعتبار وضع الأيتام وعوائل الشهداء وذوي الدخل المحدود والحالات الاجتماعية الخاصة.

أزمة الطلاب العراقيين والتضليل الإعلامي :

برز في الإعلام في الآونة الأخيرة مشكلة الطلاب العراقيين وشهاداتهم، وفي هذا السياق يقول اللقيس: مدة استلامي لرئاسة الجامعة أقل من سنة، خلال هذه الفترة استلمت ملف أخذ مداه في الإعلام بشكل كبير، استلمت مؤسسة تغيرت فيها الهيئة الإدارية وشؤون الطلاب ورؤساء الأقسام ورئيس الجامعة والأمين العام، بطبيعة الحال طلبت كل المستندات والملفات الموجودة في الجامعة بناءً على الكلام الذي تناوله الاعلام من تزوير وتضخيم وتركيبات، تبيّن أن هذا الكلام بعيد كل البعد عن الحقيقة ، تكلّموا عن آلاف الشهادات المزورة ، طلبت لوائح بأسماء الخريجين واختصاصاتهم من سنة 2016 إلى سنة 2021، تبين أن الخريجين من هذه الجامعة من ماجستير ودكتوراه في ست كليات خلال ال 6 سنوات حوالي 1,111 خريج من لبنانيين وعراقيين وسوريين وكل الجنسيات، وهذا الأمر نسف كل ما تم تداوله في الإعلام لجهة أن هناك أمر غير طبيعي يحصل داخل الجامعة.

وينوّه اللقيس إلى أنه في كل دول العالم أصبح هناك تضخّم بعدد الطلاب بسبب تعليم الأونلاين في المدارس والجامعات في لبنان وغير لبنان من أوروبا وكندا وغيرها، أي أن الذي حصل من ارتفاع لعدد الطلاب في الجامعة الاسلامية حصل في كل الاماكن.

رأيت أن هناك عدد كبير من الطلاب خصوصا من العراق، قمنا بالعديد من الإجراءات والضوابط، وتعاقدنا مع عدد كبير من الأساتذة اللبنانيين من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن كل المناطق والطوائف ومن كافة الاختصاصات، وشكلنا لجان لدراسة مشاريع التخرج وقبولها، لجان متشددة جدا لتحديد وقراءة العناوين المطلوبة ولمناقشة وقراءة الرسائل المنجزة حيث كان التشدد كبير جدا، كما اشترينا برنامج للكشف على الرسائل والتأكد من عدم وجود استيلاء او سرقة للرسائل، وفق ما أكّد اللقيس.

ويضيف اللقيس: قمت بعدة زيارات إلى العراق خلال الحكومة السابقة حيث اجتمعت مع وزير التعليم العالي العراقي والمسؤولين، كما اجتمعت بوزير التعليم العراقي الحالي وهو أيضا خريج الجامعة الاسلامية، وكان متفهم جدا ومتحمس جدا لإعادة الاعتراف بشهادة الجامعة الاسلامية في العراق وإلغاء وقف الاعتراف ووعد بشهر 12 أن يكون هذا القرار متخذا.

اختصاصات وفروع جديدة قيد الإنشاء:

الكليات الموجودة في الجامعة الإسلامية هي الهندسة والصحة والعلوم والحقوق والسياحة والدراسات الإسلامية والأداب وإدارة الأعمال، موزّعين على أربعة فروع هي صور والوردانية وخلدة وبعلبك. وينوّه رئيس الجامعة إلى أنه يجري حاليا استحداث فرع جديد في ديرنطار في الجنوب ويبعد 30 كلم عن صور، إضافة إلى دراسة إمكانية فتح فرع في الهرمل، ودولة الرئيس نبيه بري قدّم قطعة أرض وطلب دراسة الموضوع من حيث عدد الطلاب والإختصاصات، وأيضا قدّم الرئيس بري مبنى في سحمر في البقاع الغربي تابع لمؤسسات أمل التربوية لنفس الهدف، كل ذلك نتيجة الضغط الذي حصل بسبب ارتفاع عدد الطلاب ومن أجل تلبيتهم.

وحول إمكنية استحداث اختصاصات جديدة في الجامعة يلفت اللقيس إلى أن الجامعة تحضّر لترخيص لإنشاء كلية طب بالتعاون مع مستشفى الزهراء (ع) ، والملف أصبح في خواتيمه وسيقدم لوزراة التعليم العالي قريبا، إذ تم تسليم خرائط البناء للمهندسين، وستكون الكلية في نفس مجمع مستشفى الزهراء (ع) في بئر حسن من أجل استيعاب 400 طالب طب برعاية ومتابعة من نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الشيخ علي الخطيب ودولة الرئيس نبيه بري.

رعاية المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى للجامعة:

المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى هو الراعي الأساسي للجامعة الاسلامية، ويقول اللقيس: في مرسوم إنشاء المجلس لحظ الإمام الصدر أن يكون هناك مؤسسة تربوية للتعليم العالي فكانت فكرة الجامعة الإسلامية، هناك تعاون في كل الملفات مع المجلس ، يتم التشاور واتخاذ القرارات سوية، هناك تفاهم في كل الأمور ومن نفس المنطلقات.

وينوّه اللقيس إلى أن الجامعة الإسلامية لكل أبناء الوطن ، تضم أساتذة وموظفين وطلاب من كل الطوائف، المنح للجميع وليست مسيّسة على الإطلاق، الانتشار على صعيد لبنان هو خير دليل على هذا الموضوع، وأحب أن أشير الى أن كلية الدراسات الاسلامية هي الكلية الاصغر في الجامعة، والذين يعملون فيها من كل الطوائف، ويضيف اللقيس: موضوع اللغات نعمل على إدخالها كاختصاصات إضافية أو مواد ثانية كاللغة الصينية والروسية والفارسية، نحاول دعم هذا الأمر عبر مكتب اللغات الذي قمنا بإنشائه حديثا.

الجامعة الإسلامية مساحة لتلاقي اللبنانيين:

يقول رئيس الجامعة الإسلامية: الجامعة صدى لكل نفس نقوم به لأن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، وبما أنها تضم كل الأطياف في الوطن، بعيدا عن الخلفيات الطائفية والمذهبية والسياسية، فهذه الجامعة تشبهنا بمنطلقاتنا السياسية، فيها كل هذا التنوع والاختصاصات والانفتاح ، وهي لا تغلق بابها بوجه أحد، أراها مركز وطني جامع مثل مؤسسة الجيش اللبناني والجامعة اللبنانية.

نشاطات علمية ورياضية وثقافية:

علاوة عن الأمور التربوية فالجامعة تهتم بالرياضة وليدها منشآت رياضية في كل الفروع ولديها دائرة رياضية ناشطة. أما علميًّا وثقافيًّا فينوّه اللقيس إلى أن الجامعة تشارك في كل المؤتمرات العلمية والثقافية على مستوى لبنان والخارج، ولديها مندوبين يشاركون في الأبحاث والمؤتمرات والندوات الخارجية، والرئاسة تدعم بشكل كبير هذا الاتجاه.

العلاقة مع الدول العربية والأوروبية:

هناك العديد من الاتفاقيات بين الجامعة الإسلامية والجامعات في الدول العربية وإيران والجامعات الفرنسية، ويلفت اللقيس إلى أن الجامعة ترسل لهم طلابها للحصول على دوبلوم مشترك، ويقول اللقيس: شهادتنا معترف بها في كل دول العالم، خريجونا يعملون في كل الدول، متميزون ومتفوقون، ونعمل على تطوير أنفسنا بشكل دائم، نقوي عناصر القوة ونبعد عناصر الضعف، ونطور طلابنا وكادرنا التعليمي للوصول إلى الأفضل.

دور كبير تلعبه الجامعة الإسلامية في لبنان فهي ملجأ للجميع وساحة لتلاقي اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والسياسية، كذلك ساحة للتواصل مع الأشقاء العرب، فالجامعة رسالة تقارب وانفتاح وثقافة قبل أن تكون مجرّد مكانا للدراسة.

منير قبلان – شفقنا

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.