خاص – السيدة الزهراء “ع” المرأة الرسالية الداعمة والحامية للرسالة النبوية

426

خاص شفقنا-بيروت-
لم تكن شهادة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام سوى البداية لسلسلة طويلة من الكُرب والبلاءات، فمن عصره الباب وكسر الضلع، مرورا بطبرة رأس الإمام علي “ع” وكبد المجتبى “ع”، وصولاً إلى فاجعة كربلاء وغربة سيد الشهداء الإمام الحسين “ع”، وكذا المصاب يتكرر مع كل إمام معصوم من ولد فاطمة، هي ضريبة الذوبان بالمعشوق الأوحد، وثمن تطبيق دستوره المنزل في القرآن الكريم.
وفي أجواء الليالي الفاطمية كان لوكالة ” شفقنا ” حديث خاص مع الأستاذ في الحوزة العلمية الشيخ محمد شقير أشار فيها إلى مساهمة الزهراء “ع” أولا في دعم المشروع النبوي من خلال دعم شخص والدها، على اعتبار أنه النبي والرسول وصاحب المشروع الرسالي والحضاري، وثانياً، بواسطة دعمها ومساندتها لزوجها الإمام علي “ع”.
ولفت الشيخ شقير إلى أنه ورغم المدة الزمنية القصيرة التي عاشتها السيدة الزهراء “ع” بعد وفاة والدها، إلا أنها كانت غنية بالأدوار ومشبعة بالدلالات، فهي قامت بأكثر من دور لحماية الإمام علي “ع” عندما أصبح مهدداً بشخصه، كما لعبت أكثر من دور في إطار الدفاع عن البيت النبوي ومرجعية أهل البيت “ع”، إضافة إلى مواجهتها لأكثر من سلطة انبثقت ووجدت بعد رحيل الرسول “ص”، مضيفا أنها قامت في عدة محطات بالعوة إلى نصرة زوجها وتحريض أكثر من فئة وجماعة في ذلك الوقت من أجل استرجاع الحق الذي سلب من الإمام علي “ع”، مؤكداً أنها تميزت في تصديها لمهام التوعية والإرشاد والتبيين، والتحذير من عواقب الأمور إذا استمرت الأوضاع على ما كانت عليه يومذاك.

الأستاذ في الحوزة العلمية الشيخ محمد شقير

وتابع الشيخ شقير: أيضا كان للسيد فاطمة “ع” أدوار سياسية، فبعد وفاة والدها بحوالي الأسبوعين، خرجت من منزلها وألقت خطبتها الفدكية في المسجد النبوي، الذي كان في ذلك الزمان مركزا لتجمع النخب الإسلامية والعلمائية وعامة المسلمين، كما كانت المدينة المنورة تمثل مقر الحكومة، فعندما تخرج من أجل أن تلقي خطبتها على ملأٍ من الناس، طبعا بعد أن نيطت دونها ملاءة، وتلقي بهذه الخطبة الطويلة، التي استمرت لقرابة الساعة من الزمان، فهذا يعني بأن الزهراء “ع” كانت تقوم بدورها الريادي والمتقدم جداً.
“اليوم نعيش الكثير من التحديات في مختلف المجالات الدينية والثقافية والتربوية والأخلاقية والاجتماعية والسياسية وغيرها، وإذا كانت السيدة الزهراء بمكانتها وبرمزيتها، عندما تطلب الأمر منها أن تتصدى لأكثر من مواجهة كانت تستجيب لهذه التحديات والمواجهات، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على أنه لا فرق بين امرأة ورجل، وبين كبير وصغير، عندما يتعلق الأمر بالتحديات.
وقد ورد عن الإمام الحسن العسكري “ع” بحق السيدة الزهراء “ع” قوله: “نحن حجج الله على خلقه، وجدتنا فاطمة “ع” حجة الله علينا” وفي هذا السياق أشار الشيخ شقير إلى أن السيد الزهراء” ع “هي نموذج راق ومتقدم بالنسبة لنا، وما يمكن أن نستخلصه من شخصيتها ودورها وحياتها من عبر ودلالات ودروس هو أكثر بكثير مما نستفيد منه حاليا، داعيا إلى ضرورة العودة إلى هذه الشخصية والمعاني التي تكتنزها.
في الختام، السيد فاطمة” ع “هي مدرسة، نستلهم منها الصبر والقوة، والعزيمة والإصرار، والعفة والوقار، وهي بلا شك أيقونة يجب الاقتداء بها، ودراسة فكرها وحياتها، وإسقاطها على واقعنا وحياتنا، وقال رسول “ص” في حقها ” ألا إن فاطمة بابها بابي وبيتها بيتي، فمن هتكه فقد هتك حجاب الله “، من هنا يمكننا حقا أن ندرك عظمة هذه السيد الجليلة، ومكانتها بين المعصومين وعند الخالق، فهي إلى جانب ما صنعته في حياتها، تمثل الحجة على كل أمر يريده الله من خلقه، وهي الشفعية لشيعتها، تستنقذهم من ظلماتهم وغفلتهم، وترفعهم إلى حيث هي ترضى به عنهم.

 

مهدي سعاديشفقنا

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.