هل تعود سوريا إلى مكانها الطبيعي في الجامعة العربية؟

150

خاص شفقنا- بيروت-
تتوالى الوفود العربية إلى العاصمة السورية دمشق للقاء قيادتها، خصوصًا بعد الزلزال المدمّر الذي قضى على مناطق شاعة منها، وأدى إلى وفاة الآلاف. ومما لا شك فيه فإن زيارة لجنة الأخوّة والصداقة البرلمانية اللبنانية السورية كان لها وقعها الخاص، كيف لا والبلدان يتشاركان ليس فقط الجغرافيا وإنما الماضي والحاضر والمستقبل، فهل سنشهد في الأيام أو الساعات القادمة مزيدًا من الحراك اللبناني والعربي على خط سوريا؟ وهل سيتوّج هذا الحراك بعودة سوريا للجامعة العربية؟

عضو كتلة التنمية والتحرير النائب غازي زعيتر والذي كان ضمن الوفد البرلماني، أكّد لوكالة شفقنا على الروابط الأخويّة والتاريخية والجغرافية والعلاقات المميزة بين لبنان وسوريا، لافتًا إلى وجوب أن تكون بأفضل حال، بالرغم من بعض المواقف السياسية التي تعمل بأجندات خارجية وعكس مصالح البلد، منوّهًا إلى أن الزيارة كانت في إطار لجنة الأخوة والصداقة البرلمانية بين البلدين ولا علاقة لرفع قانون قيصر بالقضية، فالزيارة كان مخطط لها قبل وقوقع الزلزال .

يشير زعيتر إلا أن الزيارة واللقاءات التي حصلت في سوريا كانت لتقديم العزاء بالضحايا ودعم سوريا في هذا المصاب، لكن سيكون هناك زيارات ولقاءات دورية ومتبادلة بين البلدين لتعزيز التعاون الأخوي وتبادل الخبرات التشريعية بين المجلسين .

وعن العلاقات اللبنانية السورية يؤكّد زعيتر أن الحراك السياسي مع دمشق لم ينقطع وهو مستمر وهذا الأمر يحقق مصلحة للبنان قبل سوريا، أما عربيًّا فبالرغم من المؤامرة والحرب الكونية على سوريا، بقيت القيادة السورية حريصة على التضامن العربي وموقفها الداعم والدائم للبنان بعيدا عن الحملات التي استعرت ضدها .

ويرى زعيتر أنه من مصلحة لبنان أولا أن تكون هذه العلاقة مع سوريا أخوية ومميزة وبالتفاهم على مصالح كلا البلدين الشقيقين، فسوريا كانت دائمًا إلى جانب القضايا اللبنانية والعربية، ولم تتخلَّ عنها يومًا.

وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الزيارة تبعها زيارة لوفد الاتحاد البرلماني العربي برئاسة رئيس الاتحاد رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، ورؤساء برلمانات الإمارات العربية المتحدة والأردن وفلسطين ومصر، إضافة إلى رئيس الوفد اللبناني النائب أيوب حميّد ووفد سلطنة عمان، حيث قدّم الوفد واجب العزاء للرئيس السوري الدكتور بشار الأسد بضحايا الزلزال، مؤكّدا وقوف الدول العربية الشقيقة إلى جانب سوريا.

ونقلت وكالة الأنباء السورية عن رئيس مجلس النواب المصري حنفي الجبالي قوله بأن سوريا ستعود إلى مكانها الطبيعي في الجامعة العربية.

الأخوّة والصداقة بين لبنان وسوريا لم تنقطع يومًا رغم بعض المواقف في لبنان الحادة تجاه سوريا، إلا أن التاريخ والجغرافيا أقوى من أيّة مواقف هنا أو هناك، فما يجمع سوريا بلبنان، وسوريا بالبلاد العربية أكبر بكثير من ما يفرّقها، وخير دليل على ذلك الهبّة العربية لإغاثة سوريا، وبحسب المعلومات فسيشهد مطار دمشق الدولي استقبالات جديدة لوفود عربية أخرى، ما يعني أن قطار عودة سوريا إلى مكانها الطبيعي في الجامعة العربية قد انطلق.

شفقنا – مكتب بيروت

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.