شفقنا-بيروت-
لم تغب حتى الآن صور الدمار التي خلفها الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا عن أذهان اللبنانيين، فالخوف من مثل هذه الكوارث بات منتشرا بشكل كبير بين الناس، والكل بات يعاين المباني التي يسكنها، فدرهم الوقاية الآن، خير من انهيار سيكلف خسائر في البشر والحجر.
وفي هذا السياق لفت رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية لبيروت محمد درغام أن على المواطنين المبادرة إلى تقديم شكاوى إذا كانت المباني التي يقطنوها تعاني من مشاكل تهدد سلامتهم والسلامة العامة، مشيرا إلى أن على كل مواطن ضمن نطاقه البلدي أن يبادر إلى التواصل مع البلدية، التي ترسل بدورها شرطيّا ومهندسا لإجراء المسح للمبنى، وبعدها يتم ملء استمارة لمتابعة أحوال المباني المتضررة من خلال مكاتب هندسة التي تقيّم الأولويات.
وتسائل درغام عن تكلفة الإجراءات ما بعد إجراء المسح، مشيرا إلى أن هذه الأكلاف كبيرة ولا يمكن أن تتحملها البلدية، والقانون يلزم أيضا أصحاب المباني بمعاينة مبانيهم والتأكد من سلامة السكن فيها، مضيفا أن البلدية وبعد أن تجري المسح للمباني تقوم بإعداد تقرير يتم تسليمه للدولة اللبنانية التي وبموجب قرار صادر عن مجلس الوزراء، تقوم بتسليم هذه التقارير إلى الجهة صاحبة الصلاحية وهي الهيئة العليا للإغاثة التي تتكفل بدورها بمتابعة هذه التقارير وإجراءات الترميم وغيرها.
وتابع درغام: على المواطنين معرفة أن المبنى الذي يقطنوه هو من مسؤوليتهم، فهو رأس مالهم، ومأواهم، ويجب أن يتحلّوا بالمسؤولية أمام مثل هكذا أمور قد تسبب خطرا على حياتهم، أما تراشق المسؤوليات فلن ينفع بل سيعرقل الوصول إلى حلول.
إذا، يوما بعد يوم يصبح غياب الدولة أمرا فاضحا، لا بل خطرا وجوديا، يكاد يصل هذا الغياب في بعض الملفات إلى اعتباره جريمة قتل بطيء لآلاف اللبنانيين المرهقين من جراء الأزمة الخانقة، وبعد ما شهده العالم من دمار وموت نتيجة الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، يبدو أن جيوب اللبنانيين التي يتسابق على إفراغها تجار الأزمة وأنانية المسؤولين عن العباد، لن تكون مليئة بما يكفي لترميم ما هو متصدع من المباني التي يسكنوها، ومن هنا تبرز الدعوة إلى رفع الصوت من قبل لجان المباني المتصدّعة وبالتعاون مع البلديات لوضع خطة استباقية لتفادي أي كارثة قد تقع.
مهدي سعادي – شفقنا
