خاص- لقاحات الأطفال في لبنان لمن يحمل الدولار!!

152
خاص شفقنا- بيروت-
في لبنان بات الأمن الصحّي في خطر ليس على الكبار فقط بل على الأطفال أيضا، إذ باتت أسعار اللقاحات المخصّصة لهم خيالية ممّا جعل مسؤولية الأهل تجاه أطفالهم في حالة صعبة، فمن كان حلمه تأمين حياة سليمة لأولاده وجد نفسه اليوم عاجزا أمام هول الأوضاع المالية والإقتصادية التي تعصف بالبلاد.

  رأى طبيب الأطفال الدكتور شربل مطر، في حديث خاص مع وكالة “شفقنا”، أنّ السبب الرئيسي لغلاء أسعار اللقاحات الخاصّة بالأطفال هو رفع الدعم عنها من قبل وزارة الصحة اللبنانية بشكل نهائي عام 2022،بحيث كانت مدعومة بنسبة 80 و 85%،إضافة إلى الارتفاع الحاصل في سعر صرف الدولار، قائلا: “كانت تسعيرة أحد الأنواع قبل الأزمة تحديدا 123,123 ل.ل أمّا اليوم أصبح بحدود 77$ أي ما يعادل 6 مليون و134 ألف و529 ليرة لبنانية، هذا ونحن نتحدّث عن لقاحات الدرجة الأولى الأجنبية المستوردة من الدول الأساسية المعنية بتصنيع وتوزيع اللقاح”، معتبرا أنّ من يملك الدولار لن يجد مشكلة في هذه الأسعار ولكن من راتبه بالليرة كـ 10 مليون أو 15 مليون ستكون هذه الأسعار كارثية بالنسبة له، كما لجأ البعض إلى جمعيات ومؤسّسات خيرية لتأمينها مجّانا إلّا أنّه وللأسف حتّى هؤلاء أصبحوا عاجزين عن مواصلة هذا الأمر.

  وفيما يتعلّق بالجهة المسؤولة عن تأمين وتسعير هذه اللقاحات أجاب مطر: “وزارة الصحة تؤمّن بعض الأنواع التي تعتبر أرخص من غيرها بسبب شحّ الأموال لديها، ومنهم من يقدّم للدولة عن طريق مؤسّسات دولية أو هبات، ويتم توزيعها على المستوصفات الطبية العامة، أمّا الأنواع الأخرى تؤمّن عبر بعض وكالات الأدوية الخاصة الخاضعة لرقابة وزارة الصحة وتوزّع على المراكز والعيادات الطبية الخاصة”، مضيفا أنّ الوزارة هي التي تحدّد الأسعار، وفي كل فترة زمنية تصدر لائحة جديدة بهذه الأسعار حسب سعر صرف الدولار المعتمد في السوق، ولكن لم تصدر هذه اللائحة منذ حوالي الأسبوعين لذا لم يتم تسليمنا عدد كافيلتغطية حاجة السوق، لأنّ التجار غير موافقين على التسعيرة التي فرضتها الدولةوعلى السلطات المعنية مراقبة هذا الأمر”.

  وحول عواقب الاستهتار وعدم إعطاء اللقاح بسبب قلّة ماديات الأهل اعتبر مطر أنّ اللقاح يكسب المناعة لجسم الإنسان، وفي حال عدم إعطاء الفرد هذا المحفّز ستتراجع لديه المناعة ولن يكون محصّنا من الأمراض، بالتالي سنشهد عودة لانتشار الأوبئة من جديد، مستشهدا بمرض “الشلل” الذي وصل اليوم عالميا إلى درجة صفر بسبب الحملات والتقيد باللقاحات على المدى الطويل، وفي حال عدم التقيد من جديد سنعود إلى الوراء.

  وفي الختام تمنّى مطر أن يصبح اللقاح في لبنان مجّانيا لكي يتمكّن جميع المواطنين من تلقيح أطفالهم وأن تكون الدولة هي المستورد الوحيد للّقاحات مع توزيعها على كل مراكز التلقيح سواء التابعة لها أو الخاصة.

  أمام هذا الواقع المرير يجد الأهل أنفسهم في عجز تام عن تحصين أطفالهم من الأوبئة، في ظل غياب المعنيين عن معالجة هذه القضية الاستراتيجية، ما ينذر بخطر عودة أمراض وأوبئة انقرضت منذ زمن.

وفاء حريري  شفقنا

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here