ولادة الإمام المهدي (عج) مناسبة لإحياء الأمل في نفوس المظلومين

312
سماحة الشيخ خضر ديراني
خاص شفقنا- بيروت-
في كل عام من 15 شعبان يتجدّد أمل المستضعفين حول العالم وهو تاريخ ولادة الإمام محمد بن الحسن المهدي المنتظر (عج) مخلّص البشرية من الظلم والجور، وفي كل عام من هذه الذكرى المباركة يؤكّد محبّو الإمام (عج) أنّهم على العهد الذي قطعوه بأنّهم سيحفظوا راية الحق ويمهّدوا له الطريق إلى أن يتحقّق وعد الله تعالى بظهوره الشريف ويكونوا من جنده وأنصاره.

كيف يجب أن تكون العلاقة مع الإمام المهدي؟

لا بد من أن تكون العلاقة مع إمام زماننا مقدّسة ذات شأن خاص، فكيف يكون ذلك؟ سماحة الشيخ خضر ديراني، وخلال حديث خاص مع وكالة “شفقنا”، أكّد أنّ العلاقة مع الإمام المهدي (عج) يجب أن تكون كالعلاقة مع الأب بالمعنى المعنوي، وقال: “رسول الله محمد (ص) قال لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع): “أنا وأنت أبوا هذه الأمة”، والإمام هو والد الأمّة في زمانه وبالتالي طاعته من حيث التكليف الشرعي واجبة بما يفوق طاعة الوالد الحقيقي، وولايته هي ولاية إلهية مباشرة بكل ما للكلمة من معنى، بينما ولاية الأب مقتصرة على مقدار من الطاعة بما لا يخرج عن رضا الله عز وجل، لذلك طاعة المعصوم أو الأمر بالطاعة كما ورد في القرآن الكريم وروايات أهل البيت (ع) هي طاعة مطلقة دون أي حدود أو ضوابط ويكون التسليم تسليما مطلقا”.

  وتابع الشيخ ديراني: “في آداب العلاقة القرآن الكريم يعبر عن هذا المعنى بقوله تعالى في سورة الأحزاب: “وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا(36)”، بمعنى أنّ الإنسان في أدب العلاقة مع المعصوم وخصوصا مع الإمام المهدي (عج) ليست مخيّرة، وليست بين طرفين اثنين بل هي طولية وليست عرضية، وتكون كعلاقة العبد مع مولاه كجزء من الأدب، لهذا نجد فرق بين إنسان وآخر، فكلّما كان الإنسان عارفا بإمام زمانه كلّما كانت هذه العلاقة أعمق وأقوى، إضاقة إلى الطاعة المطلقة دون أي استفسار، ووارد لدينا في الروايات أنّ طاعة المعصوم أدبها أن تكون قائمة على التسليم وعلى اليقين بالصح”.

“الإمام (عج) حاضر بيننا”

  وحول ترجمة محبّة الإمام المنتظر وأهل البيت (ع) عمليا، رأى الشيخ ديراني أنّ تعميق العلاقة بيننا وبين الإمام المهدي (عج) تكون بالإيمان والتقوى من خلال حضوره في حياتنا اليومية وطاعته، فهو إمام زماننا الذي يدير شؤون حياتنا اليومية التفصيلية، قائلا: “الإمام (ع) يرانا ولو كنّا لا نراه، إنّ ذنوبنا وتقصيرنا وضعف إيماننا يمنعوننا من رؤيته، وإذا كنّا نشتاق إليه بنسبة معيّنة فشوق الإمام لنا أضعاف مضعّفة، وعندما نتّقي الله تعالى ونبتعد عن المعصية يأتي الإمام إلينا وقلبه راض عنّا”.

  وأضاف سماحته: “وتعد الاحتفالات مظهر من مظاهر المحبة والولاء لأهل البيت (ع)، ولها أثر طيّب مهم جدّا على الثقافة العامة وعلى الأجيال الطالعة والأطفال، وقد لمسنا ذلك عبر أنشودة “سلام يا مهدي” التي كان لها أثر على نفوس الاطفال والشباب وما تفعله هذه الاناشيد هو ترسيخ محبّة الامام في هذه القلوب الطيبة”.

“العدالة تتحقّ بظهور الإمام المهدي (عج)”

  وعن مدى حاجة البشرية اليوم إلى ظهور الإمام الحجة (عج) قال الشيخ ديراني: “البشرية اليوم خاضت كل التجارب الإنسانية من حروب وكوارث وأنواع الحكم والسلطات عبر التاريخ ولم تصل إلى العدل، وهي تؤمن بفطرتها وكل معتقداتها المختلفة بوجود مخلّص قادر على إقامة هذا العدل، وزماننا يختلف عن الأزمان السابقة إذ أنّنا وصلنا إلى مرحلة أقرب إلى اليأس، مرحلة التسليم بأنّ البشر غير قادرين على إقامة دولة الحق وإعطاء كل ذي حق حقّه، لذلك لا بد من أحد في هذا الكون أن يأتي ليحل هذه المعضلة وهو الإمام المهدي (عج)، هناك إجماع على أنّ الحل هو من السماء وهو وجود الإمام بيننا”.

  إذا أمام ما يحيط بنا من سواد وظلمات يبقى التمسّك بالإمام المهدي (ع) هو النبراس الوحيد الذي سيبزغ مع ظهوره فجر الخلاص، وإلى أن يأتي يوم تحقيق هذا الوعد الإلهي يبقى النداء أن أقبل إلينا يا أبا صالح فإنّ النفوس تحترق شوقا إليك.

وفاء حريري  شفقنا

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.