خاص شفقنا- بيروت-
كثرة في الآونة الأخيرة على مسامعنا أخبار الاعتداءات التي طالت القطاع الطبي في لبنان، آخرها الإعتداء المسلح على عيادة الدكتور جعفر فضل عباس وزوجته هيفاء دبوق بالقرب من مستشفى جبل عامل في منطقة صور، وذلك بهدف الاستحصال الفوري و بالقوّة على سجلّ أحد المرضى، فماذا يعلّق نقيب الأطباء الدكتور يوسف بخّاش على هذه الحوادث؟
اعتبر الدكتور بخّاش، في حديث خاص مع وكالة “شفقنا”، أنّ هذه الاعتداءات ليست بالأمر الجديد إذ لا يخلو أسبوع إلّا ونسمع بخبر اعتداء مواطنين على طوارئ مستشفى أو تم تهديد لمستشفى أو تهديد للأطباء، مشيرا إلى أنّ هناك أبعادا عدّة لهذه المشكلة، داعيا الجميع إلى تحمّل مسؤوليّاته.
“نناشد كنقابة أطباء قوى الأمن الداخلي حماية الطبيب”
وتابع الدكتور بخّاش: “من هذه الأبعاد هناك البعد الأخلاقي واليوم ليس هناك أي احترام للجسم الطبي، فالطبيب حلقة ضرورية في علاج المريض، وإذا كان المريض غير راضي عن طريقة العلاج هناك طرق قانونية يمكن اللجوء إليها وليس بالعنف تحل الأمور، نحن لدينا انعدام لثقافة احترام الآخر”، مضيفا أنّ هناك بعد آخر وهو المادي الذي يؤخذ بعين الاعتبار بشكل كبير، وقال: “اليوم الأزمة المالية الموجودة والأفراد الذين خسروا مواردهم وأعمالهم وممتلكاتهم تؤثّر معنويّا على المريض وأهله”.
وحمّل الدكتور بخاش المسؤولية إلى الدولة والقوى الأمنية، لأنّه عند التعرّض لمستشفى مثلا، تقوم هذه المستشفى بتقديم شكوى ضد هؤلاء، بغض النظر عمّا إذا كانوا أصحاب حق، فعلى المخفر إحضارهم بالقوة، كما ناشد بخّاش باسم نقابة الأطباء قوى الأمن الداخلي حماية الطبيب الذي هو مواطن لبناني، ومعاقبة كل شخص يتخطّى حدوده، خاتما: “اذا المريض غير راضي عن طريقة العلاج يمكنه تقديم شكوى للنيابة العامة والنقابة، ونحن لدينا أجهزة تحقيقات تقوم بدورها وإذا ما وجد خطأ وإهمال سنقوم بمعالجته”.
للأسف وصل القطاع الطبي في لبنان إلى الحضيض من غلاء أسعار الاستشفاء والأدوات المستخدمة والأدوية، وما زاد الطين بلّة الاعتداءات المتكرّرة على الجسمين الطبي والتمريضي، وعلى المواطنين المتضرّرين من الأزمة الحاصلة أن يتذكّروا أنّ لا ذنب لهذا الطبيب أو الممرّض أو الموظّف فهم مواطنون عانوا من هذه الأزمة أيضا، وإن حصل أي خطأ أو تقصير منهم فلا شيء يبرّر الاعتداء عليهم، فهناك جهات قانونية هي المرجع والفيصل في حل المشكلات.
وفاء حريري – شفقنا