ماذا بعد إعلان السيد نصرالله دعم فرنجية للرئاسة؟

521

خاص شفقنا-بيروت-
لا تزال عقدة الانتخابات الرئاسية ترخي بظلالها على الساحة السياسية اللبنانية، فحتى اللحظة لم تتوافق القوى السياسية على اسم رئيس يعبر بلبنان إلى بر الأمان ويعيد بعضًا من الاستقرار المفقود وينشط الحياة السياسية والرسمية، ومؤخرا أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رسميا دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان الفرنجية الذي حاز أيضا على دعم من رئيس حركة أمل رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعليه بات فرنجية المرشح الرسمي للثنائي.

وحول دلالات إعلان السيد نصر الله عن دعم ترشح فرنجية لخوض السباق الرئاسي، أكد المحلل السياسي فادي بوديّة في حديث لوكالة ” شفقنا ” أنّ هذا الإعلان يأتي في إطار الوضوح والشفافية في خوض المعركة الرئاسية وليس على قاعدة إحراج أو تحد لأي أحد، وهذا ما أعلنه الثنائي سابقا، بأنّ مواصفات الرئيس التي يطالبون بها هو أنّ يكون مرشّحا توافقيا لا مرشح تحدٍ، مشيرا إلى أنّ اسم ميشال معوض كان اسما للتجربة وليس اسم حقيقيًّا يخوض به من سماه الاستحقاق الرئاسي.
ولفت بوديّة إلى أنّه وبعد إعلان الثنائي لمرشحهم، أصبح لزاما على الجميع إما الحوار بهذا المرشح المطروح أو طرح أسماء مرشحيهم، ليبدأ بعدها الحوار حولهم، مؤكدا أنّ الانسداد بعملية المسار الرئاسي لن يولّد سوى المزيد من الانهيارات والأزمات التي لن تكون في صالح لبنان كل لبنان، لذلك الجميع اليوم يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم في الاستحقاق الرئاسي.

ماذا لو لم يتأمن النصاب واستمر التعطيل؟
قال السيد نصر الله: “في نقطة تعطيل النصاب، نحن في السابق اتهمنا بتعطيل النصاب، واليوم نسمع من قادة كتل نيابية ونخب سياسية بأنّه في حال كان المرشح الرئاسي من محور الممانعة سنعطل الجلسة”، وأضاف السيد نصرالله: “نقول لهم اليوم، هذا حقكم الطبيعي والدستوري، وقد قلنا ذلك سابقا، وبالتالي لا مشكلة لدينا في ذلك، ولكن المفارقة أنّ ما كان حراما في الماضي صار حلالا الآن، بل واجبا”، وفي هذا السياق أشار بوديّة إلى أنّ الجميع يملك هذه الصلاحية، أي صلاحية التعطيل وهذا حق دستوري، لكن عندما يقول طرف من الأطراف السياسية إنه لا يريد فرض رئيس على أحد ويعلن أنّ هذا مرشحه، بالمقابل على الأطراف الأخرى أن تبادر إلى إعلان أسماء مرشحيها، وإن لم تعلنه وليس لديها مرشح، وترفض مرشحك دون تقديم بديل، في هذه الحالة يكون التعطيل بغير وجه حق، ويصبح كارثيا على البلد، وأضاف بوديّة : الآن الكرة وضعت في ملعب القوى السياسية الأخرى التي لم تعلن اسم مرشحها لخوض السباق الرئاسي.

هل الدعوة للحوار ضرورية اليوم؟
“لا شيء يحصل إلا بالحوار”، هذه كانت كلمات لرئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي حاول مرارا وتكرارا أنّ يدعو القوى السياسية إلى طاولة الحوار، ولكن دعوته لم تلق آذانا صاغية من قبل البعض ممن يريدون الاستمرار بتعطيل البلد ووضع العصي في الدواليب على طريق الاستحقاق الرئاسي، فيقول بوديّة في هذا الصدد أنّ الحوار دائما الحل الوحيد لكل المشكلات ويصل بكل الاستحقاقات الدستورية في البلاد إلى بر الأمان، لأن عكس الحوار هو الاقتتال، هو مشهد الطيونية وعرب خلدة وحادثة شويا، هذه المشاهد التي تفاديناها وامتصصنا كل ما فيها من قتل وإجرام، عانينا منه وتحملناه. مشيرا إلى أنّه علينا أن نتعظ مما حصل اليوم بين السعودية وإيران ومما يحصل بين مختلف الفرقاء المتخاصمين مثل سوريا وتركيا، لذلك إنّ اللغة الحقيقية هي لغة الحوار وليس أي شيء آخر، وبالحوار يمكن التوصل إلى مساحات مشتركة.

الاتفاق السعودي الإيراني
أعلنت كلا من إيران والسعودية في بيان مشترك الاتفاق على استئناف الحوار والعلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارتين في البلدين في غضون شهرين، وأعلنت إيران والسعودية والصين عزمها استخدام جميع الجهود الدبلوماسية لتعزيز السلام والأمن الإقليمي والدولي، وحول هذا الاتفاق وانعكاساته على المنطقة ولبنان والملف الرئاسي، اعتبر بوديّة أنّه بالتأكيد سينعكس هذا الاتفاق إيجابيا على كامل الملفات العالقة في لبنان والمنطقة، وهذا الاتفاق بالحد الأدنى سيخفف كل التشنجات والضغوط، فاليوم بات هناك لغة يمكن أن يتحدث بها الإيراني والسعودي حول ملفات المنطقة.

إذاً، دعم الثنائي ترشيح الوزير فرنجية لسدة الرئاسة بصريح العبارة، ويبقى على القوى الأخرى تقديم مرشحهم لخوض هذا الاستحقاق الدستوري، وعدم التعنت في المزيد من حملات المزايدات، فوضع لبنان واللبنانين لم يعد يحتمل أزمات مستمرة.

مهدي سعاديشفقنا

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.