من يسبق التسوية الكبرى أم الانهيار والفوضى؟

34

شفقنا- بيروت-
المرحلة الانتقالية التي يعيشها لبنان قد تكون من أخطر المراحل، فمن يسبق : التسوية أم الانهيار؟ وفي المعلومات المؤكدة، أنّ هامش الحلول بدا يضيق ولا قدرة لمصرف لبنان على التدخل في موضوع ارتفاع الدولار الجنوني، ومن المتوقع وصوله آخر الشهر إلى 130 الف ليرة، كما تعاني المصارف من أزمة سيولة وانتشار معلومات عن إفلاس بعضها بالتزامن مع إجراءات قضائية دفعتها للعودة إلى الإضراب المفتوح بدءا من نهار أمس حتى نهار الاثنين، مقابل عجز رئيس الحكومة والسلطة القضائية الأولى عن تجميد الإجراءات بحق بعض المصارف .

من المتوقّع مثول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة امام قاضي التحقيق الاول في بيروت شربل ابو سمرا على خلفية الاتهام الموجّه له من المحامي العام الاستئنافي رجا حاموش، باختلاس وتبييض أموال مع شقيقه رجا وماريان حويك، وسيحضر التحقيق القاضية الفرنسية اودي بيسي مع وفد قضائي أوروبي، وعلم أنّ التحقيقات لن تشمل سلامة فقط بل ستطال في المرحلة القادمة شخصيات أخرى، وسيتولّى التحقيقات قضاة أوروبيون.

وفي ظل الاستعصاء الداخلي، تجمع معلومات المحللين الاقتصاديين على صعوبة المرحلة في الأشهر القادمة، وارتفاع معاناة الناس بعد “دولرة” الأسعار في قطاعات المحروقات والأدوية والطحين ومولدات الكهرباء والمواد التموينية والاستشفائية وكل مقومات الحياة، وهذا ما أدّى إلى انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين ما انعكس في استهلاك المحروقات بمعدل 100 الف صفيحة في اليوم، وتراجعا في نسب الدخول الى المستشفيات وزيارات الأطباء وشراء الأدوية والمواد التموينية والألبسة والمطاعم وسيارات التاكسي، كما ساهم إضراب موظفي القطاع العام في شل كل المؤسسات، ووصلت الإضرابات إلى معلّمي المدارس الخاصة والشركات الكبرى التي تلجأ يوميا إلى عمليات الصرف بحق الموظفين، واللافت أنّ وزارة الصحة السورية سجّلت ارتفاعا ملحوظا في نسب اللبنانيين الذين أجروا عمليات جراحية في مستشفيات دمشق بسبب الفوارق الكبيرة في الأسعار ومن كل المناطق اللبنانية، كما تساهلت السلطات السورية مع ركاب سائقي التاكسي المغادرين من دمشق إلى بيروت الذين ينقلون معهم كميات كبيرة من الأدوية على اختلافها وتحديدا المتعلّقة بالأمراض المزمنة بسبب الفوارق في الأسعار.

في ظل الواقع المأساوي الأمور إلى أين؟ وهل ستبقى الساحة للسوق السوداء؟ ومن يسبق التسوية الكبرى ام الانهيار الحتمي والفوضى والدماء والدموع، والناس “حبلت” والانفجار على بعد “سنتميترات” فقط.

المصدر: صحيفة الديار

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here