خاص- آداب زيارة العتبات المقدسة بعيدًا عن صبينة (مشاهير التيكتوك)

547
خاص شفقنا- بيروت-
جعل الله تعالى لكل تفصيل في حياتنا اليومية تشريعات وإرشادات لتنظيم أمورنا على أفضل الطرق ولنصل إلى أسمى مستوى من الحضارة والرقي سواء ببناء ذاتنا أو مجتمعاتنا أو في طريقة التعامل بين الأفراد، كما فرضت حدود كتعبير عن رمزية وحرمة وقدسية بعض الأماكن من أجل تمييزها عن غيرها لناحية التصرف، إلّا أنّنا اليوم نجد بعض الأشخاص الذين لم يراعوا هذه الحرمة فقط من أجل نيل الشهرة.

  علّق فضيلة الشيخ محمد حجازي، في حديث خاص مع وكالة “شفقنا”، على هذا الموضوع معتبرا أنّه ما من أمر في حياة الفرد إلّا وجعلت له الشريعة الغرّاء آداب وسنن ومستحبات من أجل تعظيم الأمور المرتبطة بالله عز وجل، حتى في الأشياء التي نعتاد على فعلها يوميا من النوم والطعام وقضاء الحوائج والعمل والزيارات الاجتماعية وغيرها من الأمثلة اليومية، فنلاحظ أنّ هناك العديد من الآداب لكل عمل، الأمر الذي يدل على ضرورة وجود الحشمة والاتزان الدقيق بالأمور، لأنّ الأدب الرفيع سواء في نظرة الشرع أو في نظرة العرف، يحمي الأمور التي نتعايش معها ولا يجب التعدّي عليها.

  وتابع الشيخ حجازي: “بالنسبة للأماكن التي تعد من المقدّسات سواء من بيوت الله تعالى أو من بيوت الأنبياء والأوصياء أو من مقامات المعصومين من الأئمة الأطهار (ع)، هناك الكثير من السنن والمستحبات التي تجعل لهذه الأماكن ميزة خاصة عن بقية الأماكن التي ندخلها في الحياة اليومية، ولا تشبه زيارتها أي زيارة من الزيارات الاجتماعية لذا ينبغي التقيّد بهذه الآداب للإشارة إلى عظمة المزار والمكان الذي نقصده، وإلّا لو كانت الأمور متروكة دون إرشاد وتوجيه لما رأينا آثار هذه المقامات على المستوى الروحي أو أقلّه على المستوى الفكري والسلوكي، بل تكون كغيرها من الأماكن العادية، لكن الله سبحانه وتعالى يأبى ذلك لأنّه يجب التمييز بين ما ميّزه الله سبحانه وتعالى وبين الأمور التي يعتاد الناس على دخولها”.

  وانطلاقا من قول الله تعالى: “في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيه اسمه” سئل الإمام الباقر (ع) عن هذه المسألة فقال “هي بيوت الأنبياء وبيت عليّ منها”، الأمر الذي يدل بكل وضوح على أنّ المسألة تتعلّق ليس فقط ببيوت الله تعالى بل ببيوت الأطهار المعصومين والأوصياء، إذ وُجدت من أجل التسبيح والتهليل والتعظيم، وليس للثرثرة وتضييع الوقت وبعض العادات الموجودة اليوم في زماننا من التقاط صور ومشاهد مصوّرة تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي لكسب الجماهير والأموال، ويبنغي على المجتمع المسلم ان ينبته إلى هذه المسألة، بحسب الشيخ حجازي.

  وأضاف سماحته: “هي بيوت أذن الله تعالى أن يرفع شأنها وتدل بشكل واضح على الذات الإلهية والتوحيد وسائر أصول الدين، ومن جملة آداب الزيارة: الدخول على غسل، تجنّب اللّغو، اللبس الطاهر، تقصير الخطى والمشي على سكينة ووقار، وضع الطيب، الانشغال بالتسبيح والتهليل، إظهار الرقة والسكينة والخشوع، يشتغل داخل هذه المقامات بالزيارة والعبادات، وعدم رفع الصوت، هذه البيوت لا تحتمل التمثيل ولا أخذ الصور لنشرها على مواقع التواصل من أجل مآرب شخصية، إنّما نأخذ منها الطهارة وحالات الرقي الروحي، ونستفيد منها في التقرب إلى الله تعالى ونيل الشفاعة من محمد وآله (ص)”.

  وشدّد الشيخ حجازي على ضرورة التقيّد بهذه الآداب وكل فعل لا يتناسب مع هذه المقامات ويخالفها يكون مرفوضًا، إذ في أي مكان عبادي يجب أن يكون هناك هيبة ووقار وحرمة ولا يمكن الهرج والمرج، مشيرا إلى ما هو شائع اليوم على مواقع التواصل من صور للشباب والشابات يقومون بتصرفات دون ملاحظة خصوصية هذه الأماكن المقدسة، لذا ينبغي الالتفات والتوجيه والتوعية بأنّ الهدف هو الاستفادة من هذه الأماكن للاستغفار والعودة إلى الله عز وجل وليس نقل هذه العادات السيئة التي يمقتها الدين إلى هذه المزارات، وفي النهاية من يعرف حقوق الأئمة (ع) لا ينجر إلى مثل هذه الأفعال، إذ نقرأ في الزيارات “عارفا بحقك” فكيف تكون عارفا بحق إمامك وأنت تدخل عليه بطريقة بهلوانية؟

  كثرة في الآونة الأخيرة الصور ومقاطع الفيديو على مواقع التواصل داخل المزارات الدينية بوضعيات وتصرفات لا تليق بحرمة وعظمة المكان وأصحابه، وإذا لم يتم التنبه بسرعة لهذه المسألة، والتوعية عليها بشكل صحيح قد تتطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، فنجد أنفسنا أمام تصرّفات أكثر شناعة.

وفاء حريري  شفقنا

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.