مدخل إلى الرئاسيات الأمريكية؛ الانضغاط الأقصى في ظل غياب اليقين والحسمية! بقلم أبو الفضل فاتح

4472

شفقنا- بيروت-
ستُجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة في 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2024. وعلى الرغم من أن ثمانية أشهر تفصلنا عنها، لكنه نظرا إلى آثارها الدولية، فقد بدأت من الان التكهنات والتنبؤات بشأن نتيجتها المحتملة. وعلى غرار الرئاسيات الأمريكية السابقة، نسعى من خلال سلسلة مقالات متدرجة، لوضع القارئ الكريم في صورة هذه الانتخابات وآفاقها.

المرشحون؛

إن إجراءات تقديم مرشحي الحزبين الأمريكيين الرئيسيين، دخلت مرحلتها النهائية في يوم الأربعاء 13 اذار/مارس. فقد هزم دونالد ترامب منافسيه من داخل الحزب الجمهوري، وحصل على الضوء الأخضر من المحكمة العليا الأمريكية. وسيكون جو بايدن الرئيس الحالي، مرشح الحزب الديمقراطي بصورة تقليدية وبلا منازع. وطبعا أثيرت نقاشات حول حالة بايدن الصحية والذهنية، والأرجح أنها ستستمر. ويتحدث بعض الأوساط الإعلامية حتى عن احتمال تنحيه المفاجئ وإحلال أشخاص شهيرين آخرين محله بمن فيهم ميشيل أوباما في المجمع الانتخابي النهائي للحزب الديمقراطي المقرر في الصيف القادم. وعلى أي حال، طالما أن بايدن لم يتوصل هو إلى قرار حاسم، فمن المستبعد تقديم شخص آخر يمكن أن ينافسه في الاقتراع الرئاسي.

المركبات الداخلية والخارجية ذات التأثير على الانتخابات؛

ستخضع الانتخابات لأثر مركبات داخلية وخارجية عديدة أكانت على مستوى الخطاب أو المستوى الاستراتيجي أو الأداء، لكنه يبدو أن قضايا بما فيها السياسة الداخلية ومكونات الاقتصاد والمهاجرين لا سيما الهجرة غير المسبوقة عبر الحدود المكسيكية وحقوق الملونين وحقوق المرأة (الإجهاض) والأقليات الجنسية والطاقات المتجددة والتوجهات إزاء “الذكاء الاصطناعي” والصحة والتأمين، وبالتالي التسهيلات المالية التعليمية (القروض الطلابية) ستشكل المحاور الرئيسية للتحديات والتباينات الخطابية لمرشحي الحزبين.

وفي السياسة الخارجية، وكما هو مُتوقع، فان الحرب الروسية – الأوكرانية والتصعيد في المنطقة (إسرائيل – فلسطين) لا سيما مصير غزة ومغادرة القوات العسكرية أو بقاءها في المنطقة والتوجهات والسياسات المتصلة باحتواء القوة المتزايدة للصين، والناتو والتجارة العالمية، وكيفية التعاطي الأمريكي مع التساؤل الجوهري المتمثل بـ “هل القوة العظمى، تمر بتحديات أم آيلة للسقوط” والأهم من ذلك “دور أمريكا في عالم المستقبل” ولعل قضايا بما فيها “إيران” أو “تايوان” و “أفغانستان” و “العراق” و “اليمن” و “العربية السعودية” وماهية العلاقات الأمريكية مع الأنظمة “الشمولية” في العالم، ستشغل حيزا ذا ثقل رئيسي للنقد الانتخابي وتتحول إلى مرتكز لاستعراض قوة المرشحين وسياساتهم تجاه بعضهم البعض.

حالة جو بايدن:

لم يلب جو بايدن، انتظارات الكثير من ناخبيه، رغم أنه حقق نجاحات لافتة إلى حد ما في الحقل الاقتصادي والسيطرة على التضخم. وتفيد حصيلة 95 بالمائة من استطلاعات الرأي التي أجريت خلال الشهر الماضي – بما فيها أحدث استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب- أن الرضا عن أداء بايدن، بلغ أدنى حدوده طيلة ولايته الرئاسية، ويُظهر الرقم المتدني 38 بالمائة. إن استطلاع الرأي هذا، تناول أداء بايدن في مجال السياسة الخارجية لا سيما أوكرانيا والصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، وكذلك أدائه الاقتصادي وموقفه من الهجرة.

وكان بايدن يتمتع برضا الجماهير عنه بحوالي 57 بالمائة منذ أن بدأ ولايته الرئاسية في كانون الثاني/يناير 2021. وفي آب/أغسطس من السنة ذاتها، تراجع هذا الرقم إلى 44 بالمائة، ولم يشهد أي زيادة لاحقا. وفي نيسان/ابريل وتشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر 2023 نال أدنى مستوى بلغ 37 بالمائة، ليصل تاليا إلى 38 بالمائة. وتتعرض شخصية بايدن لانتقادات جادة من ناقديه، لجهة مهاراته القيادية واتخاذ القرار وعدم الشفافية والصراحة في القول واللهجة وعدم تميزه بسمات الشخصية الكاريزمية والترديد في قدراته الذهنية والعمرية. رغم أن حماته وداعميه، يقدمونه على أنه الأكثر ثقة به والأشمل من الناحية الخطابية ويحظى بخبرة طويلة في الحكم وشخص يمكن التنبؤ بأفعاله في الساحات الداخلية والخارجية.

حالة دونالد ترامب:

وواجه دونالد ترامب، لا سيما منذ عام 2023 سلسلة من التحديات القانونية. واستُدعي لمحاكم عديدة، وأدين بدفع غرامات ضريبية هائلة للغاية. ومع ذلك، فقد باءت جميع المحاولات الرامية لرفض أهليته لخوض الرئاسيات بالفشل، واستطاع بالتالي تحقيق نصر قانوني مهم لخوض الانتخابات الرئاسية 2024. ولم تترك التحديات القانونية أثرا هاما على موقعه، بيد أنه تحدى بشكل عام الهيكلية الرسمية الحقوقية والسياسة الداخلية والدولية واتهمها بالفساد. ومن قدراته الأخرى، يمكن الإشارة إلى تكوين الاستقطابات وكسر القواعد الثقافية واتخاذ مواقف متشددة للغاية تجاه المهاجرين لا بل ذهب البعض إلى أنها متطرفة.

ومن الناحية الشعبية، يمكن القول أنه تحرك على النقيض من جو بايدن. ووفقا لمعدل جميع استطلاعات الرأي، فبينما تراجعت شعبيته في كانون الثاني/يناير 2021 وبلغت نحو 38 بالمائة، غير أنها سلكت مسارا تصاعديا متدرجا فوصلت إلى 40 بالمائة في آب/أغسطس 2021 و 42 بالمائة في حزيران/يونيو 2022 وأخيرا 43 بالمائة في شباط/فبراير 2024. ومع ذلك، فان استطلاعات الرأي لا تشير إلى صعود حاد ولا هبوط راديكالي في شعبية ترامب خلال الأشهر الأخيرة. فهو يتمتع في الظاهر بحالة صحية وجهوزية ذهنية أفضل من جو بايدن، ولذلك فهو يتعرض لانتقادات أقل من هذه الناحية. غير أن ناقدي ترامب، يعتبرونه شخصية مثيرة للتصعيد والجدل ولا يعير وزنا للمبادئ الأخلاقية والالتزام بالأنظمة الاجتماعية ومُكلِف في السياسة الداخلية وعلى وجه الخصوص الخارجية ، ويستهجنون أدائه إبان جائحة كورونا. بيد ان مناصريه وداعميه، يفضلونه من حيث سياساته الاقتصادية والعرقية (تفوق العرق الأبيض) والنهوض بالقدرات العسكرية وإعطاء الأولوية للمصالح الأمريكية.

تقييم وتحليل تعقيدات الانتخابات القادمة؛

لقد دفع الرضا المتدني عن أداء بايدن وتنامي شعبية ترامب، إلى جانب التساؤلات المتصلة بالحالة الصحية والذهنية لبايدن بالكثير من الأوساط إلى التكهن بفوز ترامب. غير أن هذا الاستنتاج قد يبدو سابقا لأوانه. إن إلقاء نظرة على مسار استطلاعات الرأي يُظهر أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، تنطوي على تعقيدات فريدة من نوعها.

وتفيد المعطيات المتاحة، أنه على الرغم من أن شعبية ترامب، تشهد تناميا، غير أنها لم تتجاوز نسبة الـ 44 بالمائة منذ كانون الثاني/يناير 2021 واذار/مارس 2024، وتُشبه إلى حد ما، الرسم البياني للرئاسيات الأمريكية السابقة. إن ترامب يتمتع بـ “أصوات موافقة” متشددة وثابتة نسبيا و “أصوات معارضة” متشددة وثابتة نسبيا وتعبيرية. ورغم أن ترامب وخطابه، نجحا في الاحتفاظ بأنصاره التقليديين والمتشددين، لكنه لم يحقق بعد نجاحا يُذكر في استقطاب الموالين الجُدد خاصة بين الجامعيين والشبان و “الجيل زد” وكذلك المهاجرين من أصول أمريكية لاتينية واسبانية، ولا يوجد أي استطلاع رأي يشير إلى إقبال جديد على ترامب أو يُظهر أن شعبيته على صعيد المجتمع برمته، فاقت نسبة الـ 50 بالمائة.

وفي المقابل، ثمة مساحة واسعة من الصعود والهبوط تتعلق ببايدن. فقد تمكن في حقبة ما من استقطاب أصوات غالبية الشعب الأمريكي، لكنه الان في أدنى مستويات شعبيته. وفي الجانب الآخر، لم يحظ ترامب أبدا، بأصوات أغلبية الشعب الأمريكي. وحتى عندما صار رئيسا للجمهورية، أصبح رئيسا على أساس أصوات المجمع الانتخابي خاصة الولايات المتأرجحة، لكن في تلك الانتخابات، فازت السيدة كلينتون بنحو 5 ملايين صوت أكثر على المستوى الوطني. وفي الحقيقة يمكن القول أن المجتمع الأمريكي شهد منذ عام 2016، مؤيدين أكثر من ناحية الكم، لخطاب الحزب الديمقراطي مقارنة بالحزب الجمهوري خلال الانتخابات الرئاسية. بيد أن شخصية وأداء المرشحين الرئاسيين وقوة أو ضعف حملة الديمقراطيين في الدفاع عن هذا الخطاب، غيّرت من نتيجة أصوات المجمع الانتخابي.

الواقع الراهن ودور الحركات المعروفة بـ “التقدمية”؛

إن الواقع الحالي للمجتمع الأمريكي، يُشبه عام 2016 من ناحية، وعام 2020 من ناحية أخرى، ولطالما يمكن القول أن النتيجة ستكون تابعة لأداء المرشح الديمقراطي أكثر من كونها مرتبطة بأداء المرشح الجمهوري (ترامب). ففي عام 2016، خسرت السيدة كلينتون بفعل أخطائها قبل أن تخسر أمام ترامب.

وكما تُظهر استطلاعات الرأي، فان المرشح الديمقراطي يعاني اليوم واقعا واهنا، وللتعويض، يتعين عليه سلوك طريق طويل خلال فترة وجيزة. لكنه أكان بايدن أو شخص آخر، سيتمتع بنقطة إيجابية؛ لأن الكثير من الذين يحملون الأصوات الحاسمة، هم من أنصار الحركات المعروفة بـ “التقدمية”. إنهم قد لا يدلون بصوتهم، لكنهم لا يصوتون لصالح ترامب تحت أي ظرف وذلك على خلفية خطابه “اليميني” أو المتطرف و “التفوق العرقي”. إن الحركات المعروفة بالليبرالية والتقدمية بالولايات المتحدة، بما فيها حركة المرأة والملونين والمهاجرين والحركات اليسارية الأمريكية، تبحث عن دليل وبرهان للوقوف خلف المرشح الديمقراطي. ويكفي بالنسبة لهم أن يُبدي المرشح الديمقراطي تحركا أو أن يكون باعث أمل جدير. وبالنسبة لهؤلاء، فان فوز شخص كترامب، سيمثل ضربا من التراجع وحتى الهزيمة الخطابية. وهذه الحالة، تنسحب على أصوات المسلمين وحتى فئة من اليهود. ومع كل الاستياء والتذمر من سياسات بايدن تجاه فلسطين وحرب غزة، فان وقوفهم خلف ترامب، أصعب بكثير من الوقوف خلف بايدن، وإن لم يجدوا نقطة إيجابية لدى الديمقراطيين، قد يفضل الكثيرون منهم، ملازمة البيت والتزام الصمت، على التواجد والمشاركة.

حالة “غياب الحسمية”؛

وإن اتُخذت استطلاعات الرأي والرسوم البيانية، معيارا وقاعدة، فانه يمكن القول أن نتيجة الرئاسيات الأمريكية المقبلة، ليست واضحة ومحددة المعالم من الان إطلاقا لأي من مرشحي الحزبين، بل أنها ستمر بتقلبات وأحداث كثيرة حتى الأيام الأخيرة، وأن أداء الرئيس الحالي للولايات المتحدة خلال الأشهر القليلة القادمة وكذلك المناظرات، سيكون لها أثر تعبيري وذا مغزى في اتخاذ القرار النهائي من قبل الناخبين في الولايات المتأرجحة. إن المستوى الكمي والنوعي للحملات الدعائية وكيفية توظيف مواقع التواصل الاجتماعي ودور الذكاء الاصطناعي وتدخلات الشخصيات المتنفذة الداخلية بمن فيهم باراك أوباما وأي تطورات وتدخلات خارجية في الانتخابات التي تشهد تنافسا محموما للغاية، تكتسي أهمية بالغة، لذلك لا بد من الاسترسال في الحديث والكتابة حولها مستقبلا. كما أنه لا يجب تجاهل دور الفضائح والتشهير المعتادين في هكذا انتخابات. إن تداعيات هذه الفضائح المحتملة، ستطال بطبيعة الحال الديمقراطيين بشكل أكبر. ومنذ تولى ترامب السلطة، وارتباك منظومة القيم الاجتماعية والسياسية والفردية، فان أضخم وأشد الفضائح، كان لها أثر ضئيل على انتخاب الجمهوريين، ويبدو أن الفضائح والتشهير المحتملين، سيجعلان بشكل رئيسي أنصار الديمقراطيين أكثر تحفيزا وتشجيعا أو إحباطا.

وعليه، فان العملية لن تكون أمام الجمهوريين وترامب، أسهل من رئاسيات 2020، ولا ضمان لفوزهم. لان أنصار ترامب لن يكونوا كافين لوحدهم لتحقيقه الفوز. إن الورقة الرابحة لترامب، تكمن في ضعف بايدن الحالي واحتمال إحجام الناس غير الحزبيين عن التصويت في الاقتراع. إن الانتخابات بنسبة مشاركة مرتفعة وبمشاركة قصوى من حركات “التقدمية” ستعود لوحدها بالضرر عليه وستجعل هزيمته حتمية.

أما مرشح الديمقراطيين (على الأرجح بايدن) وفي حالة استمرار ضعفه الحالي، لن يكون في موقع يمكن الديمقراطيين من تكرار الفوز بسهولة. وإن لم يستثمر فرصة الأشهر الثمانية المتبقية بما يكفي، للتعويض أو أن تعود التطورات الدولية بالضرر عليه بشكل ذي مغزى، أو أن يخرج التضخم الحالي المُسيطَر عليه والذي يمثل نقطة قوة بايدن في الظروف الحالية إلى حد ما، عن السيطرة، ويتجه نحو الصعود، أو أن هذا المرشح لا يستطيع من الناحية الخطابية، تحفيز الحركات التقدمية على المشاركة القصوى في الانتخابات، لذلك فان قسما مهما من الأصوات غير الحزبية لن يكون حاضرا في المشهد الانتخابي، وفي هذه الحالة، وعلى غرار عام 2016، فانهم سيخسرون الانتخابات في عدد كبير من الولايات المتأرجحة، وسيخسر مرشح الديمقراطيين أمام نفسه وأدائه. وبغير ذلك، وعلى النقيض من الكثير من التكهنات، فان احتمالات فوز ترامب، ستتراجع كثيرا وسيتمكن الديمقراطيون من تحقيق الفوز مجددا.

انتخابات 2022؛

وعلى الرغم من أن طبيعة وأبعاد الرئاسيات الأمريكية تختلف عن الانتخابات النصفية لمجلسي النواب والشيوخ، غير أن نتائجها يمكن أن تستحدث إلى حد ما، رؤية تُعتمد لتحليل المسارات والعمليات. ففي انتخابات مجلسي النواب والشيوخ لعام 2022، حقق الجمهوريون تقدما مقارنة بانتخابات عام 2020، بيد أن المسارات السابقة، استمرت لدى الجامعيين والشبان والسود والمهاجرين والنساء. ووفقا للإحصاءات المنشورة، فان أصوات حاملي المؤهلات الجامعية ذهبت بنسبة 56 بالمائة للديمقراطيين و43 بالمائة للجمهوريين. بينما كان هذا الرقم على العكس لدى من لا يحملون المؤهلات الجامعية وبلغت نسبة الأصوات التي ذهبت منهم إلى الجمهوريين 57 بالمائة وللديمقراطيين 42 بالمائة. ومن بين النساء، بلغت النسبة النسوية الداعمة للمرشحين الديمقراطيين 51 بالمائة، فيما بلغت للجمهوريين 48 بالمائة. غير أن الجمهوريين، حظوا بدعم أكبر بين الرجال، إذ بلغت نسبة التصويت الرجالية لصالحهم 54 بالمائة. ومن بين الناخبين الناطقين بالاسبانية، وبشكل عام أمريكا اللاتينية، بلغت نسبة الأصوات التي ذهبت للديمقراطيين 60 بالمائة وللجمهوريين 39 بالمائة. أما السود، فقد صوتوا بنسبة مرتفعة جدا (93 بالمائة) لحساب الديمقراطيين. وإجمالا، فان انتخابات 2022 وعلى النقيض من تكهنات وتنبؤات بعض الأوساط التي توقعت هزيمة ثقيلة للديمقراطيين، فقد وصل الكونغرس وبصورة قريبة للجمهوريين (222 مقعدا نسبة إلى 213 مقعدا) وانتخابات مجلس الشيوخ التي تماثل إلى حد كبير، الانتخابات الرئاسية، انتهت بفوز الديمقراطيين (51 مقعدا نسبة إلى 49 مقعدا).

المحصلة؛

وتأسيسا على معطيات انتخابات 2922، فان المسافة بين الجمهوريين والديمقراطيين قد تقلصت إلى حد ما. ومن خلال الرضا أو عدم الرضا عن بايدن، ومدى شعبية ترامب من عدمها، والفوارق الخطابية والتركيبة حسب الجنس، والعمر والعرق للداعمين لكل من المرشحين، يمكن حتى هذه اللحظة، استنتاج أن اشتداد التنافس قد تزايد منذ عام 2020، بيد أن فوز أي من المرشحين في الرئاسيات الأمريكية المقبلة، لم يُحسم بعد، وحتى أنها لا تشير إلى تفوق واضح. وبلا ريب، فان أيا من المرشحين الاثنين، ستكون أمامهما مسيرة شائكة في حملتهما الانتخابية. بحيث أن النصر النهائي في هذه الانتخابات يمكن أن يميل إلى أي جهة كانت.

إشارة: إن هذا المقال، كُتب على أساس احتمالات بحتة، وبُني تأسيسا على: أ) تحليل المسارات السابقة، ب) تقييم المعطيات المنشورة في الإعلام ومؤسسات استطلاع الرأي، ج) التجارب والخبرات المقتبسة من المقالات المنشورة حول الانتخابات السابقة في أمريكا وتركيا والعراق وايران. ويسعى الكاتب جاهدا، وقدر المستطاع لوضع القارئ الكريم في صورة آفاق واحتمالات الرئاسيات الأمريكية المقبلة. وإن حالفنا العمر، سنواصل في مقالات لاحقة ، تسليط الضوء على أي تغيرات واحتمالات مختلفة عن هذه الانتخابات (بإذن الله).

والسلام علیکم و رحمة الله وبرکاته

أبو الفضل فاتح؛ كاتب وصحفي ایراني وخریج جامعة أكسفورد

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.