خاص شفقنا- بيروت-
لا شك أن يوم أمس كان غير اعتيادي، حيث تصدر المشهد منذ الصباح خبر عملية “يوم الأربعين”، والتي من خلالها أعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان عبر بيانات متلاحقة، عن الرد على اغتيال القائد العسكري الكبير فؤاد شكر واستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت، هذا الرد جاء على مرحلتين الأولى صاروخية والثانية مسيّرات، تم التركيز على أهداف عسكرية خاصة الوحدة 8200 الاستخباراتية المتواجدة على أطراف تل أبيب، من دون استهداف مدنيين وبنى تحتية.
على المستوى السياسي أثبتت المقاومة بأن لديها حنكة دبلوماسية كبيرة، بحسب مدير المؤسسة الوطنية للدراسات والإحصاء الدكتور زكريا حمودان في حديث خاص مع وكالة “شفقنا”، بسبب إعطائها هامش كبير للمفاوضات ممّا أدّى إلى رفع الذريعة عنها بأنّها تعرقل المفاوضات في حال قامت ونفذت الضربة مباشرة بعد استشهاد القائد (محسن)، وذكر السيد حسن نصر الله خلال خطابه أنّ المقاومة كانت جاهزة في يوم تشييع القائد (محسن) لتنفيذ الضربة، ممّا يعتبر إنجاز سياسي لها، وبالنسبة للتوقيت مساء السبت، فالسبت كان اليوم الأخير لانتهاء المفاوضات في القاهرة، لذلك أتى التوقيت مباشرة بما يشير إلى أن المقاومة لديها جهوزية كاملة.
بعد المستوى السياسي يأتي المستوى العسكري ليثبت أنّ الإنفاق الأمني والاستخباراتي والتكنولوجي للإسرائيلي كان كبير جدّا في تلك المرحلة، ممّا يعني أنّ المقاومة تتمتّع بقدرات على المستوى العسكري والاستخباراتي وحتى الفني الذي يسمح لها بتنفيذ ضربة في التوقيت الذي تراه مناسبا، قائلا: “السلاح الذي استخدم ما يزال في إطار البسيط: صواريخ الكاتيوشا للإشغال والمسيّرات، انواع المسيّرات التي استخدمت جديدة أطلقت من البقاع وتم إيصالها إلى مشارف تل أبيب، وهذه رسالة مفادها بأنّ المقاومة تستطيع إرسال مسيّراتها بأي لحظة إلى عمق الكيان، كذلك فيما يتعلّق بمضمون الضربة حيث أكّد السيد نصر الله بأنّ الضربة كانت ناجحة، وبقي هناك باب مفتوح لرد آخر في حال لم يفصح العدو الإسرائيلي عن خسائره، هذه نقطة أساسية يجب التوقّف عندها، والأهم من كل هذا جيش العدو انضبط بشكل كبير جدّا وحاول استيعاب الضربة”.
وفي الختام اعتبر حمودان أنّ لبنان في حالة حرب، والمقاومة لديها وعي كامل كي لا تجر لبنان إلى حرب كبرى منذ أن أطلقت جبهة الإسناد في 8 أكتوبر، بدليل الرد بالطريقة التي حصل فيها والوقت الذي أعطي لها، كما أنّ عملية ردع الإسرائيلي هي التي تبعد الحرب الكبرى، لذلك بكل بساطة الردع هو الذي يبعد الحرب الشاملة على لبنان، والمقاومة أثبتت قدرتها على ذلك.
وفاء حريري – شفقنا