خاص شفقنا-بيروت-
تتصدر أحداث الضفة الغربية المحتلة المشهد منذ أنّ أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته في طولكم وجنين، وتعد هذه التطورات خطيرة في ظل إمكانية فقدان الاحتلال السيطرة على ما يجري، واحتمال تفجر الوضع باتجاه اشتعال انتفاضة فلسطينية ثالثة، ردًا على جرائم الاحتلال وفظاعة حرب الإبادة التي يشنها على غزّة واليوم يطلقها في الضفة.
وفي هذا السياق يقول الكاتب والمحلل السياسي سامر كركي في حديثٍ خاص لوكالة “شفقنا” إنّ “ما يحصل في الضفة الغربية هو جزء من المنطلق والمخطط الديني الذي يفكر فيه يمين اليمين الصهيوني، الذي تعتبر الضفة الغربية بالنسبة له مهمة جدًا، وهو يطلق عليها اسم يهودا والسامرا حَسَبَ الرواية الإسرائيلية الزائفة وكتاب التَّلْمُود”، مشيرًا إلى أنّ “يمين اليمين في “إسرائيل” والدولة العميقة تمهد بشكلٍ واضح للحرب الكبرى، وما زالوا مقتنعين بفكرة قيام “إسرائيل” الكبرى، لأن ذلك باعتقادهم يمهد لظهور المسيح المخلص “المسايا” في الرواية الصهيونية، وهي محاولة للإلهاء عمّا يحصل في غزّة، ومحاولة ضرب الضفة الغربية”.
وأردف: “الضفة الغربية فيها تعقيدات أمنية ولوجستية كثيرة جدًا، فالأعمال المقاومة فيها محدودة، حالها حال السلاح غير المتوفرة بالشكل المطلوب”، لافتًا إلى أنّه “رغم كلّما تقوم به حركات المقاومة بالتصدي للاحتلال، ولكن وضعية الضفة الغربية معقدة أمنيًا ولوجستيًا، بالإضافة إلى دور السلطة الفلسطينية، التي هي حارس أمني للكيان”، موضحًا أنّ الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات.
ورأى كركي أنّ “هناك انتفاضة ثالثة تلوح في الأفق إذا استمرت الأمور على هذا المنوال، خاصةً في ظل التخاذل والخنوع العربي والإسلامي”، مؤكّدًا أنّ “جذوة المقاومة ستبقى، وهي التي ستبدأ بعملية تحريرية بعد فترة إن استمر الوضع في الضفة وقطاع غزّة على ما هو عليه”.
وأضاف: “في الدولة العميقة أيضًا في الكيان الصهيوني يدركون أنّ الحسم في غزّة مستحيل، فيحاولوا أن يصوروا صورة حسم في الضفة الغربية، أو لوضعية ما محددة فيها، والعملية هي “محاولة فشة خلق” في الضفة بسبب فشل الحسم في القطاع، وسينسحب الاحتلال عاجلًا أم آجلًا من محوري نتساريم وفيلادلفيا، اللذان هما عقدة مفصلية في المفاوضات مع المقاومة، لعدة اعتبارات ولا يستطيع الكيان الصهيوني البقاء هناك”.
وحول مدى نجاح هذه العملية وإمكانية أنّ تتدحرج الأمور لتصبح نموذجًا مصغرًا عمّا يحصل في غزّة قال كركي: “مع “إسرائيل” للأسف الشديد كل شيء ممكن، ولا شيء مستحيل في القاموس الصهيوني، وخاصةً قاموس يمين اليمين الذي يعتبر في قمة التطرف الصهيوني”، مشيرًا إلى أنّها “ليست المرة الأولى التي تشن فيها حرب على الضفة، فمدينة جنين تعرضت في العام 2002 لعملية إبادة أيضًا، لكن هذه العملية التي تحصل اليوم تعتبر الأقسى بعد عملية 2002”.
وتابع كركي: “أعتقد أنّ الضفاويين والشعب في الضفة لن يألوا جهدًا في التصدي لكل هذه المؤامرات، رغم الوضع الأمني واللوجستي المعقد جدًا هناك”، مشيرًا إلى أنّ “في قطاع غزّة هناك فصائل مقاومة منظمة إلى أبعد الحدود، وهناك جدوى في المقاومة في الضفة، ولكن الوضع المعقد يتعزز تعقيده من خلال الدور الذي تلعبه السلطة الفلسطينية، التي هي “حارس للاحتلال”، وتعيق الكثير من الأمور”.
وأكّد كركي أن “الضفاويون سيتصدون وسيبذلون كل جهدهم للحفاظ على وجودهم، وكما أن في غزّة هناك دماء زكية تبذل، ستبذل دماء زكية في الضفة الغربية لحماية المقدسات والقدس التي هي قبلة المسلمين”.
مهدي سعادي – شفقنا