نجوم الانتقالات في ميزان الذهب: زيدان «الأثقل» في التاريخ

221

شفقنا- بيروت-
يسعى نجوم كرة القدم دائماً إلى الذهب ولا شيء سواه، بينما تبحث إدارات الأندية عن مناجم المواهب والمال لجلبها إليها. من هنا نشأ رابطٌ قوي بين المعدن الغالي واللعبة الشعبية الأولى في العالم، ما جعل وضع اللاعبين الأغلى في التاريخ في ميزان الذهب والمال أمراً منطقياً، فما هي أكبر الصفقات إذا تمّ تحويل مبالغها إلى سعر الذهب في يوم حدوثها؟

الارتباط بين الذهب والرياضة عميق ورمزي جداً، إذ مثلاً تُعدّ جائزة الكرة الذهبية، الجائزة الفردية الأكثر شهرة، والتي تُمنح سنوياً لأفضل لاعبٍ على مستوى العالم. لكن التقارب مع الذهب لا يتوقف عند هذا الحد على اعتبار أن الجوائز الكبرى الأخرى رُبطت بهذا المعدن الغالي، على غرار الحذاء الذهبي لأفضل الهدافين، والقفاز الذهبي لأفضل حراس المرمى.ببساطة هناك رابط قوي بين هذا المعدن الثمين واللعبة الجميلة، يلعب دوراً كبيراً في دفع كل ممارسي هذه الرياضة نحو الأفضل، تماماً كما لعب الذهب تاريخياً دوراً حاسماً في دعم العملات، وهي شهادة تدلّ على قيمته وأهميته الدائمة، التي تُرجمت أيضاً إلى ميدالياتٍ لأفضل الرياضيين في جميع الرياضات حول العالم. وكما أسلفنا، في كرة القدم لا يوجد ما يضاهي هذه الرمزية بحيث تم تسمية عدد من الجوائز الفردية باسم الذهب، ما يؤكد ارتباطه الخالد بالعظمة، ومع مرور الأيام توالياً ووصول سعر الذهب إلى مستويات جديدة، لحظ تقرير خاص لـ «سبورتينغ بيديا» حصلت «الأخبار» على نسخةٍ منه الانتقالات القياسية في تاريخ اللعبة عبر قياسها بالذهب والفضة لا بالدولار الأميركي أو اليورو، فكيف جاءت النتائج والأرقام؟

نيمار ليس الأغلى!

من المعلوم أنّ ذروة صفقات كرة القدم تجلّت بانتقال نيمار من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان الفرنسي في صيف عام 2017 مقابل 222 مليون يورو (263 مليون دولار)، وهو أغلى انتقال في التاريخ، ولكن عند تحويل هذه القيمة إلى الذهب وفقاً لسعر اليوم الذي تمّت فيه لا يكون البرازيلي هو الأغلى!

واستناداً إلى سعر الذهب في يوم الانتقال، فإن انتقال النجم الفرنسي زين الدين زيدان مقابل 65.6 مليون دولار من يوفنتوس الإيطالي إلى ريال مدريد الإسباني في عام 2001 يظهر باعتباره الوزن الثقيل الحقيقي. ففي عام 2001، تُرجمت هذه الرسوم إلى مبلغ مذهل قدره 241.374 أونصة من الذهب، متجاوزةً بكثير الـ 207.415 أونصات التي تساوي سعر نيمار، وذلك رغم أن رسوم انتقال البرازيلي كانت أعلى بثلاث مرات تقريباً من حيث القيمة الاسمية.

سعر نيمار بأونصات الفضة هو الأعلى وثاني أغلى الأسعار بالذهب

وتكشف الرحلة إلى هذا التقييم البديل عن المزيد من المفاجآت، إذ إن سبعة من أفضل صفقات الانتقالات – عند تحويلها إلى ذهب – تقدّر قيمتها بأكثر من 100 ألف أونصة. وتمتد هذه الصفقات من عام 1998 إلى عام 2017، وترسم صورة واضحة لكيفية تطوّر سوق الانتقالات. ومع ذلك، فإن بعض أكبر الانتقالات في التاريخ الحديث، مثل عودة الفرنسي بول بوغبا إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي في عام 2016 وانتقال الويلزي غاريث بايل إلى ريال مدريد في عام 2013، فشلت بشكل مفاجئ في الوصول إلى علامة الـ 100 ألف أونصة، إذ رغم أرقامها الكبيرة، إلا أنها أقل من ذلك عند النظر إليها عبر العدسة الذهبية.

للفضة حكاية أخرى

لكن الفضة، التي غالباً ما تكون قريبة الذهب لناحية الأكثر تقلباً، تحكي قصة مختلفة. هنا يستعيد نيمار لقبه باعتباره اللاعب الأكثر قيمة، فعندما يتم تحويل انتقاله إلى الفضة، يتجاوز انتقال زيدان بنحو 400 ألف أونصة. ومع ذلك، فإن ما يلفت الانتباه هو أن أربعة انتقالات فقط في تاريخ كرة القدم تجاوزت عتبة العشرة ملايين أونصة عندما يتمّ تقييمها بالفضة، وهو ما يؤكد الطبيعة المتقلّبة لهذا المعدن.

ويضيف المنظور التاريخي طبقة أخرى من الغموض، فإذا أخذنا على سبيل المثال انتقال الألماني هلموت هالر إلى يوفنتوس عام 1968 أي في الوقت الذي كان فيه سعر الذهب 39.31 دولاراً فقط للأونصة، فقد تمّ تقييم هذا الانتقال الذي بلغت قيمته 1.417.208 مليون دولار بما يعادل 38.169 أونصة من الذهب.

وبالانتقال إلى عام 1979 عندما حطم انتقال الاسكتلندي أندي غراي مقابل من أستون فيلا إلى ولفرهامبتون الأرقام القياسية السابقة بعدما وصلت قيمة الصفقة إلى 4 ملايين دولار، فإن ارتفاع سعر الذهب بشكلٍ كبير، وبلوغه 300 دولار للأونصة الواحدة، حدّد «السعر الذهبي» لهذا الانتقال بـ 13466 أونصة أي 37% فقط من قيمة هالر في الذهب قبل عقدٍ من الزمان.

باختصار تعكس هذه الدراسة الكلام الشهير الذي صدر يوماً عن «جاي بي مورغان» وفيه دلالات كبيرة على أهمية المعادن الثمينة: «الذهب مال، وكل شيء آخر ائتمان». أما كارل ماركس فكان أكثر عمقاً بقوله: «رغم أن الذهب والفضة ليسا مالاً بطبيعتهما، فإن المال بطبيعته ذهب وفضة».
باختصار إن تحويل هذه الانتقالات الكروية إلى أونصات من المعادن النفيسة يقدّم لنا نظرة فريدة إلى القيمة الحقيقية وراء هذه الأرقام، ويدفعنا إلى إعادة التفكير في الكيفية التي ننظر بها إلى التأثير الاقتصادي لهذه الصفقات القياسية.

المصدر: صحيفة الأخبار

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.