خاص- النائب بيضون لـ”شفقنا”: استهداف الدفاع المدني جريمة حرب والعدوّ لن يستطيع كسر إرادة اللبنانيين

388

خاص شفقنا-بيروت-
تنص المادتين 31 و32 من القانون الدّولي الإنساني على وجوب احترام وحماية أفراد الغوث الإنساني وحماية الأعيان المستخدمة لعمليات الغوث الإنساني، ولكن هذا القانون غير نافذ ضمن الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتحديدًا من قبل كيان الاحتلال الذي يعتبر نفسه فوق هذه القوانين والمواثيق الدولية، ويجيز لنفسه ولآلة الموت والقتل الخاصة به، وهو الذي كان يستعطف العالم بالهولوكوست التي تعرض لها اليهود، ارتكاب مجازر إبادة جماعية بحق الفلسطينيين وتركهم يواجهون الموت بمختلف أشكاله، بالبارود ونقص التغذية ومنع وصول فرق الإغاثة لإنقاذ الأرواح.
ولم يكن هذا الإجرام غريبًا أيضًا عن لبنان، الذي خبر غير مرة بطش وفظاعة آلة الموت الصهيونية، من اجتياح العام 1982، ومجزرة قانا وغيرها الكثير من المحطات الدموية الموثقة في سجل الكيان الأسود، الذي لم تسلم فيه فرق الإغاثة والدفاع المدني والطواقم الطبية، والتي نالت هي الأخرى نصيبًا كبيرا، وآخرها استهداف فرق الدفاع المدني في بلدة فرون الجنوبية ما أدى إلى ارتقاء 3 شهداء وهم قاسم عادل بزي ومحمد حبيب هاشم وعباس علي حمود.

وفي هذا السياق قال عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أشرف بيضون في حديثٍ خاص لوكالة “شفقنا”: “تعودنا جرّاء الاعتداءات الصهيونية على الهمجية التي ينتهجها، فهذا ديدنه، وهو لا يعير أي أهمية للقانون الدولي الإنساني بتجنيب المدنيين والأعيان المدنية من الاعتداءات والهجمات العسكرية”.

وأشار بيضون إلى أنّ استهداف فرق الدفاع المدني في بلدة فرون “هو استهداف آخر يضاف إلى سجل هذا الكيان الصهيوني الحافل بالإجرام وبخرق القوانين والمواثيق الدولية”، مؤكّدًا أنّ هذا الاعتداء “هو برسم الأمم المتحدة وبرسم الدول التي تدعم هذا الكيان، وبرسم كل المنظمات التي تنادي بحقوق الإنسان واحترام قواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني”.

ورأى أنّ ما حدث في فرون “يرقى إلى مستوى جريمة من جرائم الحرب، لأنه خرق بروتوكولات جنيف الأربعة، وبالتالي هذه الجريمة تضاف إلى سجل هذا الكيان”، لافتًا إلى أنّه “من اللحظة الأولى نحن نعي أن هذا الكيان لا يعير لهذه المواثيق ولهذه القوانين ولهذه القواعد والأحكام أي أهمية وأي قيمة قانونية، دائمًا هو استثناء على كل هذه القواعد، وفوق هذه القواعد القانونية، ولكن هذه الجريمة برسم الدول التي تدعم هذا الكيان بالمال وبالسلاح وبالإعلام وبالمحافل الدولية وبمجلس الأمن من خلال استخدام حق النقض الفيتو، واليوم هذه جريمة تضاف إلى سجل هذا الكيان الصهيوني، إلى جانب الجرائم الأخرى التي ارتكبها في فلسطين المحتلة سواءً في غزة المحاصرة منذ 2007، أو في الضفة الغربية وما شهدته بالأمس ولا سيما مخيم جنين ومدينتها”.

الحكومة معنية بتوثيق هذه الاعتداءات
واعتبر بيضون أنّ “على الحكومة اللبنانية والأجهزة التنفيذية في الدولة اللبنانية، توثيق كل هذه الجرام، فهي ليست الجريمة الأولى، وهي جريمة من سلسلة جرائم ارتكبها هذا الكيان منذ 8 تشرين الأول 2023 حتى اليوم، والتي طالت صحفيين، ومدنيين أبرياء عزل، وبالأمس القريب استهدف العدوّ سيارة فيها مدنيين أبرياء، أحدهما كان عائدًا من السفر قبل يومين، وقبلها الجيش اللبناني، وقبلها الدفاع المدني”.
وأردف: “اليوم شباب الدفاع المدني يسطرون ملحمة من ملاحم البطولة والصمود والتحدي في وجه آلة القتل الصهيونية، وما حصل معهم برسم العالم أجمع، فهم كانوا يعملون على إطفاء الحرائق، ولا يحملون سلاح ولا يدفعون ولا يواجهون، كل ما في الأمر أنهم يخمدون النيران التي أشعلها حقد هذا الكيان على السيادة والأراضي اللبنانية”، مشيرًا إلى أنّ “هذه هي الجريمة التي اقترفوها بحق هذا الكيان المغتصب والكيان المعتدي”.

وتوجه بيضون لكيان الاحتلال بالقول: “نحن نعلم منذ البداية أنك لا تفهم إلا لغة واحدة هي لغة المقاومة ثم المقاومة، ونحن نعي أكثر فأكثر بأنّه مهما أمعنت إجرامًا فإنك لن تستطيع أن تكسر إرادة الجنوبيين وإرادة اللبنانيين”، لافتًا إلى أنّه “بالأمس القريب، في العام 2000 و2006، سطر الجنوبيون ملحمة من ملاحم البطولة والتحرير والصمود، واليوم إن شاء الله وغدًا أو بعد غد، سنضيف على هذه الملاحم ملحمة جديدة هي ملحمة الانتصار بوجه هذا الكيان المصطنع، الذي لا يستطيع أنّ يستمر في هذه المنطقة لأنه حالة دخيلة على أهلها وناسها”.

إذًا، ورغم كل إجرام الاحتلال في مختلف الدول العربية على مر التاريخ، لم يستطع أن يحد أو يقيد أو ينهي المقاومة، فالشعب الذي يأبى الظلم والضيم والمذلة، هو شعبٌ مستعدٌ لبذل الغالي والنفيس من أجل حفظ كرامته وصون أرضه وعرضه وشرفه، وهذه اللغة تعني لغة القوة، وهي اللغة الوحيدة التي يفهمها الاحتلال الذي سيأتي يومٌ ويفنى، وتبقى الأرض لأهلها مصداقٌ لقوله تعالى “ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون”.

مهدي سعاديشفقنا

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.