خاص شفقنا- بيروت-
في ظل تصعيد الحرب بين المقاومة الإسلامية في لبنان وجيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل كبير، وبعد الضربات القاسية التي وجّهها الكيان إلى حزب الله لاسيما استهداف قادته وعلى رأسهم سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، كيف يمكن قراءة المشهد الآن؟
الصحافي والكاتب السياسي محمد حمية في حديث خاص مع وكالة “شفقنا”، رأى أنّ اغتيال السيد نصر الله فتح الباب على مرحلة جديدة ليس فقط في لبنان بل على مستوى كل المنطقة، لما يمثّله السيد نصر الله من رمز على مستوى محور المقاومة وليس فقط على مستوى لبنان، خصوصا بعد فتح جبهات الإسناد لغزة من الجنوب واليمن والعراق، لكن يجب الانتظار قبل الحديث عن ملامح المرحلة الجديدة، ويجب الترقّب كيف سيخرج حزب الله من سلسلة الضربات المؤلمة التي تعرّض لها منذ الهجمات على الأجهزة اللاسلكية وصولا إلى اغتيال السيد نصر الله والقيادات التي كانت موجودة معه، كيف سيرمم نفسه على المستويات الأمنية والعسكرية والسياسية، نترقّب الإجراءات التي يقوم بها حزب الله على المستوى القيادي لإعادة تعيين خليفة للسيد نصر الله وأمينا عاما جديدا والقيادات الأساسية الجديدة، من ثم الانتظار كيف ستتعامل القيادة الجديدة مع المرحلة الحالية.
وأضاف: “هل ستوسّع المقاومة ردودها في مناطق حيوية واستراتيجية في “اسرائيل” أم ستبقى منضبطة ضمن قواعد اشتباك معينة؟ أي أنّها ستستمر بإطلاق الصواريخ وربما توسّع رقعة النار ولكن من دون ملامسة الأهداف والأماكن الاستراتيجية والحيوية في “إسرائيل”، كون ربما الظروف الحالية، لاسيما الضربات لحزب الله إن كان على مستوى المنطقة والاستعداد لجبهات المحور بما فيها إيران، غير مؤاتية للانخراط والدخول بحرب شاملة لعدة أسباب، فهل سيعيد حزب الله معادلة بيروت ومن ضمنها الضاحية مقابل تل أبيب؟ هل سنشهد ضربات مؤلمة في تل أبيب هذه المرة ردّا على اغتيال السيد نصر الله والقيادات؟ هذه الأسئلة لربما لا يمكن الإجابة عليها بانتظار بعض الوقت، ربما أيام قليلة أو أسبوع بالحد الأقصى ليظهر هذا الأمر، هذا من جهة حزب الله ومحوره”.
وتابع حمية: “أمّا من الجهة الإسرائيلية أعتقد أنّ نتنياهو اليوم في حالة انتشاء ويشعر بفائض القوة، وبأنّه حقّق انجازات أمنية بالوصول إلى أهداف أساسية بحزب الله، الأمر الذي يعطيه الاندفاعة لاستكمال عملياته العسكرية في لبنان ورفع سقوفه وشروطه، وسيستغل كل هذا المشهد إن كان على مستوى الضربات لحزب الله أو على مستوى عدم استعداد جبهات المقاومة خاصة ايران على التصعيد بالحرب الشاملة، كما يستغل الانتخابات الاميركية، وحاجة الحزبين اليساري والديمقراطي إلى أصوات اليهود وبالتالي عدم الضغط الأميركي والضوء الأخضر له باستكمال الحرب، وأيضا استغلال الرأي العام الاسرائيلي الداخلي السياسي والشعبي الموحّد خلف حكومة الاحتلال، باستكمال العمليات العسكرية لاستعادة أمن الشمال وعودة المهجرين الاسرائيليين”.
ولفت حمية إلى أنّ الملاحظ ايضا انضمام وزراء جدد إلى الائتلاف الحكومي جدعون ساعر، وربما يدخل وزراء آخرون لتوسيع جبهة الدعم لهذه الحكومة، وهذا مؤشّر على أنّها ماضية على ضرب المزيد من الأهداف لفصائل المقاومة في لبنان من حركة حماس إلى الجماعة الاسلامية.
وفي الختام، اعتبر حمية أنّه في نهاية المطاف الحرب صولات وجولات، ويجب الانتظار إذا ما كان حزب الله يملك المفاجآت التي تعيد التوازن وقواعد الاشتباك إلى ما كانت عليه، ربما تكون قادرة على لجم الاندفاعة الاسرائيلية، قائلا: “حتى لو استمرّت “إسرائيل” بضرباتها في نهاية الأمر سينتهي بنك أهدافها الجوي، حينها عليها أن تختار بين خيارين ربما صعبين، الأوّل الدخول في عملية برية سيكلّفها كثيرا، وتوسيع العدوان على لبنان واستهداف المنشآت الحيوية وبيروت، هذا أيضا له حساباته ومخاطره، والثاني هو الذهاب إلى وقف لإطلاق النار في غزة وبالتالي الاتفاق على الحدود مع لبنان، حتى الآن لم يحقّق الإسرائيلي أهدافه التي يسعى إليها، هناك مستعمرات جديدة يقصفها حزب الله، وهناك موجات نزوح جديدة من سكان المستوطنات وحتى الآن لم يستطع إيقاف الصواريخ على “إسرائيل”.
وفاء حريري – شفقنا