خاص- هل ستؤدي خطط ترامب التوسعية إلى انفجار المنطقة؟

460
أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الدكتور غسان ملحم

خاص شفقنا- بيروت-
في أوّل مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو كشف ترامب عن مكنوناته وما يخطّط له خلال فترة ولايته للمنطقة، إذ تم الإعلان عن مسار الأمور في الشرق الأوسط الجديد، ومن تابع المؤتمر يرى مدى تبجّح الرجلان سواء طريقة تعاطي ترامب حيال الأراضي الفلسطينية والعربية وتقسيمها دون أن يسأل أحد، أو حديث نتنياهو بما قام به الكيان الإسرائيلي على مدى أكثر من عام من مجازر بحق الشعب الفلسطيني الأعزل واغتيالات طالت رموز محور المقاومة ناهيك عن حرب لبنان الأخيرة.

  صراحة ترامب كانت لافتة حيث لا يلجأ الرجل كغيره إلى تجميل الأمور حين عرضها، فألقى قنبلة بشكل مباشر أمام الصحفيين كشف فيها عن نية تهجير الفلسطينيين إلى دول أخرى للسيطرة على قطاع غزة والضفة الغربية بالقوة، دون انتظار الموافقة من أحد، ويرى الخبراء أنّ ترامب أنقذ نتنياهو من الفشل الإسرائيلي في قطاع غزة، والذي ظهر خلال مشاهد النصر التي رافقت عمليات تبادل الأسرى في القطاع والتي لم يتحمّلها الاحتلال، عندها عمد نتنياهو إلى زيارة الولايات المتحدة الأميركية للبحث عن سبل إنقاذ يحفظ حكومته من الاستقالة وصورة الكيان من الهزيمة، وسرعان ما وجد نتنياهو الدعم الأميركي اللا محدود حتى وصف الإعلام العبري المؤتمر الصحفي بأنّه فاق كل التوقّعات وبأنّ الزيارة كانت ناجحة جدّا.

  أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور غسان ملحم وفي حديث خاص لوكالة “شفقنا”، اعتبر أنّ تصريحات ترامب بعد لقائه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي في البيت الابيض بواشنطن، مذلّة ومستنكرة وتعكس حقيقة هذا الشخص، كما رأى أنّه أقل ما يقال حول هذه الشخصية حتى بتصريحاتها وخطاباتها قد تكون غريبة الأطوار وذات سقوف عالية، خاصة عندما تناول قضية مستقبل قطاع غزة، والمستقبل السياسي، بما في ذلك الإصرار من قبله على ترحيل وتهجير الفلسطينيين قسرا إلى مصر وشبه جزيرة سيناء والأردن.

  وتابع ملحم: “كذلك كشف ترامب عن نيّته الشخصية، ولست أدري ما إذا كانت تعبّر أيضا عن الإرادة السياسية للإدارة الأمريكية الجديدة، إن لم نقل الاستيلاء على القطاع، ربما تكون وضع اليد على القطاع من قبل الولايات المتحدة بحيث تقوم بإدارته بعد أن تتملّك هذه المنطقة أو هذه البقعة، ويتم تحويلها إلى أغراض على ما يبدو اقتصادية، واستثمارية، وتجارية، وسياحية، بصرف النظر عن حق السكان الأصليين من العرب الفلسطينيين في غزة بتقرير المصير، ناهيك عن الكثير من الأمور المتعلّقة بقضايا أخرى”.

  أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أشار إلى أنّ هذا التصريح في الشكل والمضمون والمدلول السياسي كان لافتا، وهو أمر أثار استياء وسخط الفلسطينيين والعرب والمسلمين، ومع ذلك، لا يزال الموقف الرسمي، وكذلك الموقف الشعبي دون مستوى هذه اللحظة التاريخية.

  يرى المراقبون أنّ ما أعلن في مؤتمر ترامب – نتنياهو قد يعرّض اتفاق وقف إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس للانهيار، حيث قد تلجأ حماس إلى الاحتفاظ بالأسرى الإسرائيليين كورقة ضغط ومساومة، فهل سيتمكّن ترامب من تطبيق وعوده؟

وفاء حريري – شفقنا

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.