خاص- ماذا يعني بقاء الاحتلال في نقاط داخل الأراضي اللبناني؟

515
الكاتب والباحث السياسي سامر كركي

خاص شفقنا- بيروت-
حرر الجنوبيّون أرضهم بثباتهم وصمودهم ورسوخهم بتلك الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء، عاد الجنوبيون بهاماتٍ مرفوعة فرحين ومشتاقين، وكرسوا معادلة أن هذه الأرض أرضهم، ومهما جار الزمن وأبعدتهم الظروف، سيعودون لاستنشاق هوائها ولو بعد حين.

وحول دلالات هذه المشهدية التي أظهرها الجنوبيون يوم أمس قال الكاتب والمحلل السياسي سامر كركي في حديث خاص لوكالة شفقنا إنها “انتصارٌ للإرادة، إرادة كسر المحتل بعد الصمود الأسطوري في حرب الستة وستين يومًا”، مشيرًا إلى أنّ “الأهالي الذين لم يسكتوا، ودخلوا بعد ستين يومًا إلى قراهم، ولم يكترثوا لا لهمجية ولا لعدوانية محتل غاصب للأرض، هذا الشعب لا ينكسر ولا يمكن أن يترك أرضه”.

وأضاف: “من يتذكر مشهد العام 82 حينما كان الوضع أسوأ من ذلك سياسيًا بكثير، وكانت السلطة السياسية في الكنف “الإسرائيلي” الأميركي، وكان هناك 17 أيار 1983 وممارسات الجيش حينها، في ذلك الوقت عاد الشعب وانتفض، وأكمل مقاومته وحرر الأرض، وسطر انتصارات في العام 2000 و2006، وصمد وكسر أهداف الإسرائيلي في الحرب الأخيرة”، لافتًا إلى أنّ “التحدي الأكبر أمام العهد والحكومة سيكون في حال فشل الجهود الدبلوماسية، والمقاومة أساس، وهي ورقة لإجبار الاحتلال على الخروج بعمليات قد لا يتبناها الحزب، وإنما مقاومة شعبية من أبناء القرى، خاصة أن “الإسرائيلي” سيستمر بحرية الحركة، لذلك فالحكومة والعهد أمام تحدي الخروقات الجوية وحرية الحركة، وما دامت الدولة لا تستطيع أن تحرر هذه التلال وتدفع “إسرائيل” للانسحاب منها، وفي ظل عدم نجاح الجهود الدبلوماسية، فالشعب المقاوم سيتحرك حكمًا، لذلك يعد بقاء الاحتلال طعنة للعهد، وتعرية للوساطات الدبلوماسية”.

وأشار كركي إلى أنّ “المقاومة ستعطي فرصة بدايةً للجهود الدبلوماسية، خاصة أن المقاومة الآن تعمل الآن على ترميم بنيتها وهيكليتها التنظيمية إلى أبعد الحدود، رغم مساعي “إسرائيل” وبعض الداخل اللبناني عن موضوع السلاح في شمال الليطاني وعن موضوع نزع سلاح حزب الله”، لافتًا إلى أنّه يعتقد بأنّ “حزب الله سيترك المجال الدبلوماسي يأخذ مداه إلى أبعد الحدود قبل أن يتصرف، وحتى في حال لم يتصرف ولم تتصرف المقاومة، الشعب سيتحرك لوحده، لأن هذا الشعب لا يمكن أن يترك أرضه سواء في القرى أو على التلال الحاكمة”.

وأردف كركي: “يحاول “الإسرائيلي” أن يشعر بالنشوة من خلال ما حققه من انتصار استراتيجي واضح المعالم في السيطرة على جبل الشيخ من الجهة السورية، وهو أصبح يشرف على المنطقة برمتها، وهو يملك جبل الشيخ الذي أصبح أهم استراتيجيًا من مزارع شبعا، ويحاول أن ينقل صورة المنتصر إلى الداخل “الإسرائيلي”، وخاصة بعد أن عاث تخريبًا في مدة الستين يومًا الهدنة، واعتبر بأن يده العليا ما زالت هي الحاكمة في كل ما يتعلق بالوضعية في لبنان، وخاصة بعد انتصارات تكتيكية حققها”، مشيرًا إلى أنّ بقائه في هذه التلال “هي رسالة بالدرجة الأولى إلى الداخل الصهيوني وأبناء المستوطنات بأننا منتصرون وأنكم تستطيعون العودة إلى المستوطنات وتشعرون بالأمان، وثانيًا، انطلاقًا من الانجازات التكتيكية التي حققها في سوريا وعلى مقربة من دمشق والسيطرة على جبل الشيخ، لذلك يحاول البقاء في هذه المنطقة”.

ولفت كركي إلى أنّ الجهود الدبلوماسية مع أميركا إن فشلت فهي أيضًا طعنة لهذا العهد الذي يتسلح بالمباركة الدولية والمباركة الإقليمية، وبالتالي فإن أي بقاء للإسرائيلي فهو ذريعة يعطيها هؤلاء للمقاومة وللشعب المقاوم للاستمرار، ناهيك عن قدرات المقاومة وما يمكن أن تفعله”.

مكتب لبنان| شفقنا

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.