قصيدة “حسنُ ابنُ نصرِ الله” للشاعر مسار رياض

427
الشاعر العراقي مسار رياض

شفقنا- بيروت-
قِيَمُ الرجالِ على مدى أفعالِها
ومراتبُ الفرسانِ رهنُ نصالِها

والخيلُ في الميدانِ إنْ هيَ أقبلتْ
أو أحجمَتْ وقفٌ على خَيَّالها

ومنازلُ الأبطالِ لو شبَّ الوغى
بفعالِها تمتازُ لا أقوالِها

ومقالةُ الشجعانِ تعرفُ صدقَها
من زورِها حقاً.. بيومِ نزالها

ورأيتُ قامتكَ المهيبةَ رايةً
في الحربِ عاليةً على أهوالها

ورأيتكُ المِقْدامَ حين تناكصَتْ
هِمَمُ الرجالِ فحُزْتَ كلَّ كمالها

ورأيتُ طلّتَكَ التي من وقْعِها
وقفَ الزمانُ مُعظِماً لجلالها

ورأيتُ وجهَكَ باسماً فعَرَفتُ مِنْ
أينَ السماءُ أتَتْ بكلِّ جمالها

ورأيتُ فقدَكَ شارحاً ومُفسِّراً
كيف اضطرابُ الأرضِ في زلزالها

فبهِ النفوسُ المطمئنةُ ذاهلاتٌ
فافتقادُكَ لم يدُرْ في بالها

كانت عباءتُك الأمانَ فَطالما
أغفَتْ بلا وَجَلٍ ببردِ ظِلالها

واليوم غابَ عن البلادِ عِمادُها
وأمينُ رايتِها وشيخُ نضالها

واليوم عن ردّ الشدائدِ قد مضى
من كان مُنفرداً بحَمْلِ ثِقالها

حسنُ ابنُ نصر اللهِ أنتَ شهادةُ الـ
ـعلياءِ لو فخرَتْ بخيرِ رجالها
***
حسنُ الذي بذرَ الصحابَ بعزمِهِ
فترى الثباتَ اليومَ ملءَ سلالها

حسنُ الذي بذلَ النفيسَ بدربهِ
وكذا الكرامُ تكون خيرُ خصالها

ومقدَّمُ الأبطالِ حيثُ تزلزلتْ
والحربُ تشربُ من دِما أبطالها

يا نهضةَ الثوّارِ في الزمنِ الذي
اجتمعَتْ أسافلُهُ على إِبطالها
أنتَ الثباتُ إلى المماتِ على الهدى
والخلقُ قد تاهتْ بليلِ ضَلالها

أنتَ المثالُ بلا مثيلٍ كلَّما
قامَتْ لنا الدنيا بعرضِ سؤالها

عن ذلك العَلويِّ والثوريِّ والأُمَميِّ..
يأتي كالرؤى بخيالها

يأتي فينشرُ ضوءَه وإذا به
صِدّيقُها يقتصُّ من دجّالِها

وتميزُ طالبَ نصرِها عن قهرهِا
وأمينُها يمتازُ عن مُحتالها

وترى بعينِ يقينِها برهانَهُ
فمثيلهُ لم تلقَ في أمثالها

حسنُ ابنُ نصر اللهِ أنتَ دليلُها
الأعلى لما تبغيهِ في آمالها
***

قتلوكَ ما عرفوا كلامكَ قد جرى
في الناسِ مجرى الروحِ في صلصالها

ظنّوا بموتِكَ أن تموتَ عقيدةٌ
نبضُ الحسينِ يدبُّ في أجيالها

وعقولُ جبارينَ خلفَ جيوشِهم
بدمِ الشهادةِ بانَ حجمُ هُزَالها

فاذا تعجلّتِ الطغاةُ بغيّها
فكذا تَعَجُلُّها إلى آجالها

أَنِسوا بأوهامِ انتصارٍ بعدَ أنْ
أَنستهُمُ الدنيا تقلّبَ حالها

وإذا قصورُ الرملِ يشمَخُ أنفُها
فالموجُ مجبولٌ على إذلالها

وإذا الدمُ الزاكي أطالَ مسيلَهُ
تحتَ العروشِ فذاكَ حينُ زوالها

سيشبُّ ثوريونَ.. ملءُ قلوبِهم
حِمَمٌ يطيحُ الظلمُ من سيّالها

وتذيبُ تلَّ أبيبَ حتى لا يُرى
إلّا الدخانُ يلوحُ من أطلالها

فيفورُ مشرقُها ومغربُها دماً
وتصيرُ نارُ جنوبِها بشمالها

كلُّ العزاءِ على رحيلِكَ باطلٌ
ما لم يُردِّ الثأرُ من أنذالها

ومشاعلُ الثوار تكفي كلمةُ
الـتكبيرِ حين تُقالُ في إشعالها

هذي مسيرةُ موقنين بنصرِهم
يمشي الزمانُ على هُدى منوالها

أشعلَتْ موقدَها وكنتَ إمامَها
يا نورَ جبهتِها وطعمَ زُلالها

نمْ مطمئناً فالطريقُ بدأتَها
وبنوكَ قد عَزَمُوا على إكمالها

الشاعر مسار رياض

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.