خاص- محرّم.. موعدٌ سنوي لتجديد العهد مع الإمام الحسين (ع)

2315
الشيخ إبراهيم بلوط

خاص شفقنا- بيروت-
يطلّ علينا شهر محرم الحرام حاملاً في طيّاته ذكرى خالدة لا تغيب عن وجدان المؤمنين، هي ذكرى شهادة الإمام الحسين (ع) وثورته الإصلاحية العظيمة ضد الظلم والفساد، فيلبس القلب سواد الحزن وتفيض العيون بدمع الولاء، إذ نستذكر تضحيات سيد الشهداء الذي قدّم أغلى ما يملك في سبيل إحياء الحق وإعلاء كلمة الله تعالى.

سماحة الشيخ إبراهيم بلوط وفي حديث خاص لوكالة “شفقنا”، قال في تهيئة المؤمن نفسه وجدانيا لهذه الشعائر المباركة أنّها من النِّعم الإلهية التي أنعم الله بها على المؤمنين أن وفّقهم لإحياء عاشوراء، وجعلهم ينتسبون إلى أهل البيت (ع)، فإحياء ذكرى أهل البيت (ع) هو امتثال لأمرهم من جهة، وانطلاق ممّا فُطرنا عليه من صفاء الفطرة وسلامتها من جهة أخرى، كما ورد في الرواية: “شيعتنا خُلقوا من فاضل طينتنا، يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا.”

وتابع سماحته: “المؤمن حينما يدخل عليه شهر محرَّم، فإنّما يدخل عليه موسم لإحياء هذه الشعيرة، التي تنبع من قلبه نتيجة تقواه، ويعبّر عنها بالحضور في المجالس، الذي لا بد منه، وبالبكاء فيها، وهو أيضًا أمر لا يُستغنى عنه، وما ينبغي لنا الالتفات إليه في مقام إحيائنا لهذه الشعائر والتأكيد عليها، هو ما قام به أئمتنا (ع)، وخصوصًا الإمام زين العابدين (ع) الذي حرص على ألا تُنسى هذه الشعائر في كل أحواله، فلم يُقدَّم له طعام ولا شراب إلا وبكى، وكان دائم الذكر للإمام الحسين (ع)”.

وهكذا كان سائر الأئمة إلى الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف، لذا فالذي ينبغي علينا فعله في مقام الإحياء، هو أن نلتفت إلى أهمية التأكيد على هذه الشعيرة، وترسيخها وتجذيرها، حتى لا تُنسى بين جمهور المسلمين، كما نُسيت أحداث كثيرة، لولا أن الأئمة صلوات الله عليهم سلطوا الضوء عليها، لبقيت في طيّ النسيان، قائلا: “نحن نعلم، على سبيل المثال، ما جرى في يوم الغدير، كم حاول الكثيرون التعتيم عليه، ومحو ذكراه، وجعل الناس ينسونه، لولا تأكيد الأئمة عليه في الزيارات والأدعية والأحاديث، وكذلك كربلاء، فإنّنا نستعد لها ونستقبلها بالبكاء والعِبرة، فنقف لا سيما في هذه الأزمنة التي نحارب فيها بشكل واضح، لنستلهم منها القوة والعزيمة، ولنشدّ ارتباطنا بها من خلال العِبرة والدمعة واللطم والندب على سيد الشهداء روحي له الفداء”.

شهر محرم الحرام ليس مجرّد بداية عام هجري جديد، بل هو تجديد العهد مع الإمام الحسين (ع) في السير على درب القيم التي استُشهد لأجلها مع أهل بيته وأصحابه عليهم السلام.

وفاء حريري – شفقنا

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.