جبل عامل.. أرشيف السلاح والكرامة

1545

شفقنا- بيروت-

هي بلاد عاملة، الثغر الشامخ بامتداده من أعتاب جبل الشيخ من ناحية الشرق، إلى روابي الجليل من ناحية الجنوب، والبحر الذي يغسل خاصرتها المخضبة بالدم منذ أيام الإسكندر يضرب صور من قلب البحر بالحديد والنار. هي الأرض المقدسة بكل أسمائها الحسنى، بوصفها الرقيق في قصيدة عصام العبد الله: «اسمو جبل عامل، صدرو خزانه بقلبها جهاز العروس»، وبشرط البارودة تحت طرحة العرس، لتمتزج الشدة بالقسوة امتزاج الدحنون بالصخور فوق تلالها في الربيع. كأنّ سيوف أهلها المسلولة على الغزاة والطامعين قد صقلت بأشفار عيونهم، وبنادقهم قدّت من عظامهم التي تغطي السفوح، وصواريخهم شحنت بكبرياء أرواحهم، يصوّبونها نحو سمك القرش الرابض في البحر، فيئنّ من الطعنة. اليوم تمتد إلى سلاحهم يد القاسطين والمارقين والناكثين، سلاحهُم الذي شحموه بدموعهم، وبزيت زيتونهم، بعباءة سيدهم الشهيد وبأحزانهم الضاربة في التاريخ حتى كربلاء، ليسقطوا به القبضة الحديدية بالقبضة الحسينية، ويكتبوا في سجلّ العرب والمشرقيين نصرهم الوحيد على العدو الذي بيّنت الحرب الأخيرة على غزة والجنوب اللبناني أنه ليس وكيلًا للغرب المستكبر والمستعمر أو ثكنةً عسكرية له بين ظهرانينا وحسب، بل إنّ هذه الدولة اللقيطة هي روح هذا الغرب الذي تبدأ حدوده الإمبريالية من تخوم مارون الراس والخيام وعيتا الشعب، وليس من آخر مدينة في المكسيك أو عند مضيق جبل طارق.
لعل الشاعر العراقي الراحل مظفر النواب هو أول من تنبّه إلى تلك الصلة العضوية بين أرواح الجنوبيين وسلاحهم في قصيدة أسماها «أر.بي. جي» تيمناً بالقاذف الشهير الذي أحرق به فتيانهم دبابات ومجنزرات العدو وعملائه:
«تقدم مجموعته/ عبَر الليطاني فقدناه/ وتبعنا رائحة الجرأة والدم/ وجدناهُ/ حاولنا نأخذ بارودته/ لم نتمكن هو والبارود في السهل دفناه»، فمن ذا يجرؤ اليوم أن يدفن شعباً كاملاً في السهل؟ شعب كامل سيعبر الليطاني ويتبع رائحة الجرأة والدم، تقول القصيدة إنّه سيأخذ أرواح من يحاول أخذ بارودته، يقاتل الغزاة بأسنانه كلما اقتربوا من شرفه وكرامته، ويرميهم بالحجارة والرصاص والزيت المغلي، وتنبري فتاة من قرية صغيرة اسمها عنقون، تفجّر جسدها للمرة الألف بجنوده وضباطه، وتكتب في وصيتها: «أنا لم أمت، بل حية بينكم… أتنقل… أغني… أرقص، أحقق كل أمانيّ… وصيتي أن تسمّوني عروس الجنوب».
من أرشيف السلاح والكرامة، ننشر في «كلمات» صفحات عزّ سطرها هذا الجبل الأشم في تاريخه الطويل ضد الغاشمين والمحتلين، وما سطره المقاومون بكل أطيافهم من ملاحم عز وإباء ليسلم الشرف الرفيع من الأذى ويراق عن جوانبه دمهم الذي يطهر الأرض.

◀ أدهم خنجر وسلطان باشا الأطرش

شراكة الشرف (1920)

ولما استسلم ثوّار الجنوب لحكم النار والحديد، افترق أدهم خنجر عنهم خوفاً على نفسه من مشنقة المحتلين الذين كانوا قد حكموا عليه بالموت، ففرّ إلى البراري متوارياً عن الأبصار، ولكنه لم يرمِ سلاحه.

وفي ذات يوم، عرف أنّ غورو آتٍ إلى الجولان لزيارة محمد الفاعور أمير عشيرة الفضل، فأسرع أدهم وقطع الطريق. ولما أطلّ الجنرال، أطلق الرصاص عليه ولكنه أخطأه.

وعرف الفرنسيون في الحال أنّ هذا العمل الرهيب عمله ابن خنجر، فشدّوا في مطاردته ووعدوا بمكافأة كبرى لكل من يأتيهم به حيّاً أو ميتاً، ولكنّ جهدهم طار مع الريح، وظلّ أدهم متخفيّاً من مخبأ إلى آخَر، ومن قعر وادٍ إلى سفح جبل، حتى وصل إلى «القرية» بلدة سلطان الأطرش (وفي قوله إنه وصل إليها فارساً).

تعشّى أدهم وانتظر مجيء سلطان، غير أن هذا الأخير تأخّر فأدرك أدهم أنّ مضيفه غائب، وكان اللاجئ تعباً مرهقاً في أشد الحاجة إلى النوم واستسلم لكابوسه.

وفي الصباح الباكر، استيقظ على جلبة تقرع قرب المضافة ثم سمعها في الباب، فأوجس خيفةً ووقف إلى النافذة يطلب مهرَباً، وفوجئ بضباط ودرك يحيطون بالدار وقد سدّوا المداخل والمخارج كلّها، فرفعوا المسدسات في وجهه وبلمح البصر انقضّوا عليه فأسقط في يده لا يستطيع حراكاً ونقلوه إلى قلعة السويداء.

أمر الجنرال غورو بإرسال طائرة من دمشق إلى السويداء لتقل أدهم خنجر إلى بيروت. انتظر سلطان باشا الأطرش عودة شقيقه الذي فاجأه بخبر نقل أدهم وأنهم لن يبقوه في قلعة السويداء. سارع سلطان إلى جمع رجاله وتمركز في قرية «التلعة» قرب السويداء لقطع الطريق على السيارات التي قد تحمل السجين إلى دمشق، ظنّاً منه أن السلطات ستنقل أدهم عن طريق البرّ.

هاجم سلطان مع رجاله رتلاً من السيارات المصفّحة الفرنسية القادمة لتعزيز حامية القلعة وانقضّوا على إحداها وهي تطلق نار رشاشاتها من دون أن يتراجعوا وتمكنوا من تحطيمها.

ولما وصل خبر إرسال الطائرة لنقل أدهم إلى سلطان، هاله الأمر ورفع يده للسماء وقال: «لا حيلة لنا في السماء، أما في الأرض، فإننا مستعدون لبذل أرواحنا في سبيل كرامتنا».

أحرق سلطان الأطرش مضافته عملاً بتقاليد الشهامة والضيافة، وأعلن الثورة جهاراً على الانتداب الفرنسي، أما أدهم، فأوردت عنه الصحف اللبنانية في آخر يوم من تشرين الثاني (نوفمبر) 1920 ما يلي: «في الساعة الخامسة من صباح أمس، حضر إلى سجن القلعة أربعة من الجنود الفرنسيين بسلاحهم فاقتادوا أدهم على شاحنة يحيط بها شرذمة من فرسان الصباحية، فتوجهوا به إلى محلة الروشة، واصطفّت فرق الجنود الفرنسية تتقدمها هيئة ديوان الحرب العسكرية في بيروت وبضعة عشر نفراً من أهالي تلك المحلة.

ولما وصلت السيارة به، عزفت الموسيقى ثم أُنزل أدهم من السيارة وكان يحمل بإحدى يديه كوفية وعقالاً، وفي اليد الأخرى يدخّن لفافة من التبغ. واقتاده الجنود الأربعة إلى خشبة في وسط الساحة، ثم أركعوه وشدّوا يديه وجسمه إلى الخشبة وكان وجهه لجهة الجنود وظهره للبحر. ولما أرادوا ربط عينيه بمنديل رفض.

ثم وقف 12 جنديّاً على مسافة ستة أمتار وصدر الأمر بإنفاذ الحكم عليه، فأطلقوا عليه رصاصهم وأصابوا جمجمة رأسه، ثم تقدم الأدجوان وأطلق رصاصة في أذن المقتول حسب المعتاد ونقلت الجثة على وقع الموسيقى إلى حيث دُفنت في الباشورة.

* المصدر: صحيفتا «البرق» و«لسان الحال» ـ
أيار (مايو) 1923.

◀ «معركة» تقاتل بالزيت المغلي

(1984)

ﺍﺷﺘﺪﺕ ﺍﻟﻀﺮﺑﺎﺕ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺻﻮﺭ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﻘﺮﻯ ﺍﻟﺴبع. ﻗﺮّﺭ ﺍﻟعدو ﻣﺤﺎﺻﺮﺓ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﺮﻯ ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ «معركة» لاﻋﺘﻘﺎﻝ ﻗﺎﺩﺓ ﻭعناصر ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴاتها ﻣﻌﻠﻨﺎً ﺍﻟﻘﺒﻀﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ، ﻓﻛﺎﻥ ﺭﺩ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺃﺣﺪ ﻗﺎﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ ﺧﻠﻴﻞ ﺟﺮﺍﺩﻱ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻘﺒﻀﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﺑ«اﻟﻘﺒﻀﺔ ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻴﺔ».

ثم ﺣﺎﺻﺮ العدو البلدة ﻣﺴﺘﻌﻴﻨﺎً ﺑﻤﺌﺎﺕ الجنود والدبابات ﻭالطائرات ﻛﺄﻧّﻪ يريد اﺟﺘﻴﺎﺡ ﺩﻭﻟﺔ كاملة. رفعت ﺍﻟﻤﺂﺫﻥ ﺻﺮﺧﺎﺕ «الله أكبر» ﻣﻌﻠﻨﺔً بدء المواجهات، فخرجت القرية العاملية بشبابها وكهولها وأطفالها مردّدين ﺻﺮﺧﺔ التكبير ﻭﺷﻌﺎﺭ ﺍﻹﻣﺎﻡ موسى الصدر «إسرائيل شرّ مطلق»، ثم أشعل ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ الإطارات ﻓﻲ الطرقات، فكان الأطفال يرجمون الجنود الغزاة ﺑﺎﻟﺤﺠﺎﺭﺓ، ﻭالشباب ﻳﺮﺷﻘونهم بقذائف المولوتوف، ﻭالنسوة يرمين ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺰﻳﺖ ﺍﻟﻤﻐﻠﻲ.

بات الجنود المرتبكون هدفاً سهلاً ﻟﻸﻫﺎﻟﻲ وصاروا يطلقون ﺍﻟﻨﺎﺭ عشوائياً، إذ لم يعتادوا هذا النوع من المقاومة الشعبية من قبل، واﺳﺘﻤﺮﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ ﺣﺘﻰ المساء حاصدةً ﻗﺘﻠﻰ ﻭﺟﺮﺣﻰ للعدو.

ﻳﻮﻣﻬﺎ استشهد ثلاثة شبان من ﻛﺸﺎﻓﺔ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وهم: ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺧﻠﻴﻞ وحسين سعد ﻭسامي مصطفى، ثم خرج الجنود الإسرائيليون ﻣﻦ البلدة ﺧﺎﺋﺒﻴﻦ بعدما فشلوا في القبض على عناصر ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ، ﺃﻭ السيطرة حتى ﻋﻠﻰ «معركة»، ثم امتدّت المواجهات ﺇﻟﻰ القرى المجاورة، وسقطت القبضة الحديدية بالقبضة ﺍﻟﺤﺴﻴﻨﻴﺔ.

* المصدر: نشرة داخلية لحركة «أمل » ـــ 1984

◀ سناء محيدلي

عروس الجنوب (1985)

عند الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الثلاثاء الواقع في 9 نيسان (أبريل) 1985، اقتحمت فتاة جنوبية تدعى سناء محيدلي تجمّعاً لقوات العدو عند «معبر الذل» في باتر -جزين حيث كانت تتجمّع أعداد كبيرة من الشاحنات والدبابات والآليات المجنزرة، وعدد من المشاة المنسحبين من تلال الباروك ونيحا، بسيارة مجهزة بـ 200 كلغ من مادة الـ «TNT» شديدة الانفجار.

أوقعت العملية الاستشهادية خسائر كبيرة في جنود العدو قدر عددهم بحوالى 50 إصابة بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى إعطاب وحرق عدد من الآليات، وإلى حالة الهستيريا التي دبت في صفوف المحتلين.

وجاء في وصية الشهيدة التي أذاعها الحزب السوري القومي الاجتماعي وجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية في بيان يتبنى العملية: «أنا من مجموعة قررت الاستشهاد في سبيل التحرير.

أنا الشهيدة سناء محيدلي عمري 17 سنة، أنا من جنوب لبنان المحتل المقهور ومن الجنوب المقاوم والثائر، من جنوب المقاومة، من جنوب الشهداء من جنوب الشيخ راغب حرب، جنوب عبدالله الجيزي وحسن درويش ونزيه قبرصلي وبلال فحص وأخيراً وليس آخراً من جنوب الشهيد البطل وجدي الصايغ.

أنا أخذت هذا القرار من ضمن مجموعة قرّرت الاستشهاد في سبيل تحرير أرضنا وشعبنا لأنني رأيت مأساة شعبي في ظل الاحتلال من قهر وظلم وقتل أطفال ونساء وشيوخ وتهديم منازل فقررت عندها القيام بعملية الفداء. وأنا مرتاحة جداً لأنني سأنفذ هذه العملية التي اخترتها أنا كي أقوم بواجبي نحو أرضي.

إنني أطلب من جميع شابات وشباب بلادي أن يلتحقوا بصفوف المقاومة الوطنية لأنها وحدها قادرة على طرد العدو من أرضنا، وآمل أن أنجح في عمليتي هذه كي أقتل أكبر عدد ممكن من جنود العدو فتتعانق روحي مع أرواح كل الشهداء الذين سبقوني وتتوحد معهم لتشكل متفجرة تنفجر زلزالاً على رؤوس جيش العدو. أنا لم أمت، بل حية بينكم… أتنقل… أغني… أرقص، أحقق كل أمانيّ… وصيتي أن تسمّوني عروس الجنوب».

* المصدر: بيان لجبهة المقاومة الوطنية «جمول» ـــ 1985

◀ «جمول» تدمّر تلفزيون العملاء

(1985)

بعد 35 عاماً على تدمير مقر تلفزيون «الشرق الأوسط» التابعة لعملاء أنطوان لحد، أصدر الحزب الشيوعي اللبناني بياناً مفصلاً يوضح تفاصيل العملية البطولية: «يوم الجمعة في 22/11/1985 وفي مناسبة عيد الاستقلال التي حلّت وسط تصاعد استفزازات العدو الإسرائيلي العسكرية، والضغط على الأهالي في المناطق التي لم تكن قد تحررت بعد، وبسبب بث الأكاذيب وعمليات التضليل عبر وسائل إعلامه، قرّرت قيادة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية أن توجّه صفعة قوية إلى إسرائيل وعملائها، بتكليف إحدى مجموعاتها (مجموعة أبطال شهداء تدمير إذاعة صوت الأمل) لتنفيذ مهمة تدمير تلفزيون «الشرق الأوسط» الذي يشارك في الإشراف عليه ضباط من الموساد وخبراء أميركيون، متعمدّة بذلك إسكات كل السموم الإعلامية التي تبثّها وسائل إعلام العدو وعملائه.

وعند الساعة الواحدة وعشر دقائق من صباح يوم الجمعة الواقع في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 1985، قامت المجموعة بقطع أسلاك الشريط الشائك المحيط بالمحطة الواقعة في خراج بلدة مارون الراس قضاء بنت جبيل، وأدخلت إليه خمس عبوات تم توزيعها على هوائي المحطة (عبوتين)، وعلى غرفة الأجهزة الإلكترونية المخصصة للبثّ، وعلى مركز الحرس الواقع عند مدخل المحطة.

وانفجرت العبوات بالتتالي على الشكل التالي: الأولى الموضوعة على مركز الحرس انفجرت في تمام الساعة 1:45، والثانية الموضوعة على الهوائي الأول انفجرت في تمام الساعة 2:47، والثالثة الموضوعة على الهوائي الثاني انفجرت في تمام الساعة 2:48، والرابعة الموضوعة على غرفة الأجهزة الإلكترونية انفجرت تمام الساعة 3:07، والخامسة التي كانت مؤقتة لتنفجر 8:00 صباحاً، انفجرت ولم تحدّد الخسائر الناتجة منها.

كما زرعت المجموعة لغمين مضادين للدروع، أحدهما على الطريق المؤدية من قرية مارون الراس إلى المحطة، والأخرى على الطريق المؤدي من حي المسلخ في بنت جبيل إلى المحطة، وقد سمع دوي انفجارهما أثناء تقدم آليات العدو إلى المحطة بعد تدميرها.

* المصدر: بيان رسمي للحزب الشيوعي ــ تشرين الثاني 2020

◀ عملية تومات نيحا

(1986)

اجتاح مجاهدو المقاومة الإسلامية بتاريخ 14/9/1986 موقع تلة تومات نيحا قرب عين مجدلين – جزين، ما أسفر عن مقتل عدد كبير من عناصر الموقع، وغنم المقاومون أسلحة وذخائر، وقد اعترفت الميليشيا بمقتل ثلاثة وجرح أربعة من عناصرها، وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» أنّ اثنين من عناصر الموقع فقدا، وحشدت قوات الاحتلال قوة كبيرة وهاجمت الموقع لاسترداده إلا أن المقاومين كانوا قد انسحبوا منه.

وأوردت «السفير» معلومات من البقاع الغربي أنّ مجموعة من المقاومة الإسلامية قوامها 15 مجاهداً اشتبكت مع حامية موقع الميليشيا في تلة تومات – نيحا بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، واستطاعت السيطرة على الموقع.

وأكد مصدر في المقاومة الإسلامية في البقاع «إبادة عناصر الموقع إبادة تامة وأسر أحدهم ونقله بسيارة مدنية وهو معصوب العينين». وأضاف أنّ «المقاومين غنموا رشاشاً من عيار 12.7 ملم ومدفع هاون من عيار 60 ملم و12 قطعة كلاشينكوف وملابس عسكرية عليها كتابات بالعبرية، وتم تفكيك الأسلحة الأوتوماتيكية المثبتة على العربات وعددها أربعة، ثم إحراقها».

وأطلق المصدر على العملية اسم «عملية شهيد كربلاء ابن الحسين». وذكر مصدر آخر للمقاومة الإسلامية أنّ المهاجمين أوقعوا 20 إصابة بين قتيل وجريح بين عناصر الموقع وأحرقوا 3 آليات واستولوا على رشاش من عيار 14.5 ملم ورشاشين من عيار 12.7 ملم ومدفع هاون من عيار 81 ملم و10 رشاشات من طراز ماغ وسبع قاذفات.

واعترفت إذاعة العملاء بالهجوم وقالت إنّ «مهاجمين بأعداد كبيرة تمكنوا من احتلال الموقع ولكنهم فشلوا في التمركز فيه، ومهدوا لهجومهم بقصف مدفعي لمدة ساعة، بقذائف الهاون وتم الهجوم من جوانب عدة». وأضافت أنّ «ثلاثة من عناصر الموقع قتلوا وجرح أربعة آخرون بعد معركة عنيفة وتوجهت إلى المكان قوة إضافية للمساندة فانفجر لغم أرضي تحت إحدى الآليات وأدى إلى إحراقها وإصابة أربعة عناصر أخرى».

وأشارت المعلومات إلى أنّ جثث قتلى الميليشيا بقيت في براد مستشفى جزين من دون أن تعلَن أسماؤهم ولا أسماء الجرحى، الأمر الذي يرجح وقوع عدد أكبر من الإصابات التي أعلنتها مصادر العملاء. وتصدت قوة من اللواء الأول في الجيش اللبناني متمركزةً على محور ميدون لقوة مساندة من الميليشيا حاولت نجدة موقع تومات نيحا، واستخدمت في الاشتباك الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية ودام تبادل الرمايات حوالى الساعتين.

 المصدر: صحيفة الأخبار من أرشيف جريدة «السفير»

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.