خاص شفقنا- بيروت-
أُعلن بعيد منتصف ليل الأربعاء ـ الخميس، عن التوصّل إلى اتفاق في مرحلته الأولى بين حركة حماس وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ينصّ على وقفٍ لإطلاق النار، إضافةً إلى تبادل الأسرى والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. فهل يمكن التفاؤل هذه المرّة بهذا الاتفاق؟
أستاذ القانون الدولي الدكتور حسن جوني رأى، في حديثٍ خاص مع وكالة “شفقنا”، أنّها لحظةٌ تاريخية يعيشها اليوم العالم، ويعيشها على وجه الخصوص الشعبُ الفلسطيني، إذ فُرض على الكيان الإسرائيلي القبولُ بوقفٍ لإطلاق النار والدخولُ في مفاوضات، معتبرًا أنّ كل ما جرى في السابق لم يكن اتفاقًا حقيقيًا، بل كانت هناك محاولات لعقد اتفاقات هدنة، غير أنّ الاحتلال كان ينتهكها دائمًا ولا يلتزم بها، ساعيًا إلى فرض ميزان قوى يكون في صالحه.
وأضاف: “أمّا اليوم، فإنّ ميزان القوى لم يَعُد في مصلحة العدوّ الإسرائيلي، إذ فشل في تحقيق أهدافه المعلنة، وكان يقول دائمًا إنّه لن يقبل بوقفٍ لإطلاق النار قبل أن ينتهي من غزة، بل أراد تحويل غزة إلى «رفييرا» جديدة، وتهجير الشعب الفلسطيني منها لإقامة مدينةٍ جديدة. لكنّ العدوّ فشل في تحقيق تلك الأهداف”.
وفي علم السياسة والقانون الدولي، عندما يفشل الطرف المهاجم في تحقيق أهدافه، فإنّه يُعَدّ مهزومًا. وهكذا فرض الواقعُ نفسه اليوم، وفرض ميزانُ القوى على العدوّ القبولَ بوقف إطلاق النار بعد أن وصل إلى طريقٍ مسدود، إذ كان العدوّ يظنّ دائمًا أنّه قادر على الانتصار على غزة وطرد المقاومة منها، لكنه فشل في ذلك. فجاء الأمريكي لإنقاذ الموقف، غير أنّ الأمريكي ليس وسيطًا محايدًا، بل هو طرفٌ في الصراع يقف في صفّ “إسرائيل”، لا في صفّ الفلسطينيين، بحسب جوني.
ماذا عن بنود الاتفاق؟
أمّا بالنسبة إلى الشروط الواردة في الاتفاق الجديد، فهي شروطٌ مهمّة للغاية، إذ تنصّ أوّلًا على انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، حتى لو جرى ذلك بطريقةٍ تدريجية أو ضمن نطاقٍ محدّد، إلّا أنّ المبدأ هو الانسحاب الكامل من القطاع. ويُضاف إلى ذلك عودة الفلسطينيين الذين نزحوا داخل غزة إلى منازلهم، ثمّ البدء بإعادة الإعمار، مع بقاء المقاومة، إذ لا يمكن القضاء عليها أو طردها. هذه شروطٌ عادلة ومهمّة جدًا. ولا ننسى أيضًا مسألة الأسرى، إذ ما زال الغموض يكتنف عدد الأسرى الذين سيفرج عنهم الكيان الصهيوني، لكن يبدو أنّ العدد سيكون كبيرًا.
وتابع أستاذ القانون الدولي: “أعتقد أنّ هذا الاتفاق ساري المفعول وسيستمرّ، فالولايات المتحدة تحتاج إليه اليوم، خصوصًا أنّ ترامب موعودٌ بالحصول على جائزة نوبل للسلام. وسواء حصل على الجائزة أم لم يحصل، فإنّ ما يهمّنا هو أنّ الشعب الفلسطيني حقّق اليوم انتصارًا كبيرًا، ويعيش لحظة سلامٍ نسبي، بفضل المقاومة وتضحيات المقاومين، وبفضل صمود هذا الشعب العظيم الذي لم يُقدّم شعبٌ في العالم تضحياتٍ كالتي قدّمها”.
وختم قائلًا: “إنّه نصرٌ جديد يُضاف إلى سجلّ المقاومة، ونحن بانتظار معرفة بعض البنود السرّية في الاتفاق، تلك البنود التي تتعلّق بحركة حماس وبأمورٍ أخرى كثيرة، فكلّ اتفاق عادةً ما يتضمّن بنودًا غير معلنة. وحتى الآن، فإنّ ما قرأناه من نصّ الاتفاق المعلن يصبّ في مصلحة فلسطين والشعب الفلسطيني، وهذا بحدّ ذاته انتصارٌ كبير وعظيم لهذا الشعب الصامد”.
وفاء حريري – شفقنا


































