خاص شفقنا- بيروت-
يشتكي سكّان الجنوب اللبناني من المآسي المتلاحقة التي أصابتهم وتصيبهم جراء الاعتداءات الإسرائيلية اليومية، وكذلك تأخّر دفع التعويضات من قبل المعنيين عن مصالحهم وأرزاقهم وبيوتهم التي خسروها، إضافةً إلى عدم وضوح الرؤية حول ملف إعادة الإعمار، واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب، إذ لم يعد هناك استقرارٌ أمني، ممّا يعرّض المواطنين للخطر الدائم.
وفي إطار إيصال وجع الجنوبيين، يقوم عددٌ من الناشطين والأكاديميين بتسجيل مواقف أمام أصحاب القرار، سواء في الداخل أو الخارج، علّها تلقى صدى يُنهي هذه المعاناة، وفي هذا السياق، استفادة المحامية فاتن فحص، وهي عضوٌ في اتحاد المحامين العرب ضمن لجنة الشباب، من وجود المقرّر الخاص للأمم المتحدة المعنيّ بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسّفًا موريس تيدبال بينز في مدينة النبطية، لتسجّل موقفًا وتتحدّث عن الواقع المرير الذي يعيشه أهل الجنوب، ولا سيّما سكّان القرى الحدودية. وقد استمع إليها الموفد الدولي، واعدًا بأنّه سيرفع بيانَ استنكارٍ تجاه ما يحصل من اعتداءاتٍ إسرائيليةٍ يومية في هذه المنطقة.
وفي حديثٍ خاصّ مع وكالة “شفقنا”، قالت المحامية فاتن فحصأنه بعد جريمة اغتيال جريح البايجر مع زوجته في زبدين لم تتمالك نفسها دون أن تتكلّم، وعندما علمت بانعقاد اجتماعٍ مع النائب العام لبحث قضية “الإعدام غير المشروع”، طالبت بالدخول إلى الاجتماع، لكنّهم رفضوا، فرفعت صوتها خارج القاعة مؤكّدةً أنّ ما يجري في الجنوب هو إعدامٌ مباشرٌ من الجوّ بحقّ الأبرياء، من دون أيّ تحرّكٍ رسمي.
وطالبت فحصُ المسؤولين بالوقوف إلى جانب أهل الجنوب، مؤكّدةً أنّ ما يحدث هو قتلٌ يومي خارجٌ عن القانون، في وقتٍ تنشغل فيه السلطات المعنية بأمورٍ هامشيةٍ بدل الاهتمام بإعادة الإعمار وتمكين الناس من العودة إلى بيوتهم.
وقالت: “بعد سماع صوتي من خارج القاعة، طلب النائب العام حضوري إلى الاجتماع، فتحدّثت معهم بصراحةٍ عن معاناة أهل الجنوب، وكيف نخرج إلى أعمالنا ولا نعلم من سيكون الهدف التالي، فعدد الضحايا من الشباب والأطفال والأمهات يزداد يومًا بعد يوم. وأكّدت أنّ لبنان يلتزم بوقف إطلاق النار التزامًا تامًا، بينما تواصل (إسرائيل) اعتداءاتها بلا رادع.”
كما طالبت فحصُ الحاضرين بإصدار بيان استنكارٍ واضحٍ للعدوان، فأكّدوا أنّهم سيسجّلون موقفهم ويرفعون مطالبهم إلى المعنيّين، مشيرين إلى أنّهم مكلّفون بجمع المعلومات عن الاعتداءات وينتظرون الردّ الرسمي.
وأضافت: “كانت تلك صرخةً من القلب، خرجت من وجع اللحظة عقب استشهاد جريح البايجر مع زوجته في منطقةٍ مكتظّةٍ لم تُحترم فيها حرمة المدنيين. وبصفتي محاميةً وعضوًا في اتحاد المحامين العرب، أعمل على توثيق جرائم العدوان في غزة ولبنان واليمن والعراق لتقديمها إلى المحاكم الدولية ومطالبة (إسرائيل) بالتعويضات، لأنّ هذه أرضُنا وكرامتُنا، ولن نتخلّى عنها.”
وفاء حريري – شفقنا


































