الإيثانول في معقّمات اليدين: هل يُحظر أوروبياً

217

شفقنا- بيروت-
في خطوة تُثير جدلاً واسعاً في الأوساط الصحية والصناعية، يدرس الاتحاد الأوروبي تصنيف الإيثانول، وهو المكوّن النشط في معظم معقّمات اليدين والمنظّفات، كمادة خطرة قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، بحسب تقرير نشرته صحيفة «فايننشال تايمز».

ورغم أن المطهّرات الكحولية مصنّفة حالياً كمنتجات آمنة داخل الاتحاد الأوروبي ومدرجة منذ التسعينيات على قائمة الأدوية الأساسية لمنظمة الصحة العالمية، فإنّ توصية داخلية صدرت في 10 تشرين الأوّل (أكتوبر) الحالي عن إحدى مجموعات العمل التابعة لـ «الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية» (ECHA) أشارت إلى أنّ الإيثانول قد يكون مادة سامة مرتبطة بخطر السرطان ومضاعفات الحمل، داعيةً إلى استبداله في منتجات التنظيف والمعقّمات.

من المقرر أن تجتمع لجنة المواد الفعالة الحيوية في الوكالة بين 24 و27 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لتحديد ما إذا كان ينبغي تصنيف الإيثانول كمادة ضارة بالبشر، وسترفع اللجنة توصيتها إلى المفوضية الأوروبية التي ستتولى اتخاذ القرار النهائي.

مخاوف من تداعيات صحية خطيرة
أثار الاقتراح موجة قلق في الأوساط الطبية، إذ حذّرت ألكسندرا بيترز من جامعة جنيف وشبكة Clean Hospitals من أن القرار «قد تكون له آثار مدمّرة على المستشفيات».
وقالت في حديثها إلى «فايننشال تايمز»: «العدوى المكتسبة في المستشفيات تقتل سنوياً عدداً من الناس يفوق ضحايا الملاريا والسل والإيدز مجتمعين. نظافة اليدين، خصوصاً باستخدام المعقّمات الكحولية، تنقذ نحو 16 مليون شخص حول العالم كل عام».

وأضافت بيترز أن البدائل مثل الإيزوبروبانول أكثر سمّية من الإيثانول، وأن الاعتماد على غسل اليدين المتكرر بالصابون يستهلك وقتاً أطول ويتسبب بجفاف البشرة، مشيرة إلى دراسة تُظهر أن الممرضات قد يضطررن إلى غسل أيديهن 30 دقيقة من كل ساعة عمل في حال غياب المعقّمات الكحولية.

موقف الوكالة الأوروبية والقطاع الصناعي
قالت الوكالة الأوروبية للمواد الكيميائية (ECHA) إنه «في حال خلصت اللجنة الخبيرة إلى أن الإيثانول مادة مُسببة للسرطان، فستوصي باستبداله»، لكنها أوضحت أنه قد يظل معتمداً لاستخداماته الحيوية إذا اعتُبرت آمنة أو لم تتوافر بدائل مناسبة، مؤكدةً أنه لم يُتخذ أي قرار بعد.

أما نيكول فيني، مديرة الشؤون الأوروبية في رابطة صناعة الصابون والمنظفات ومنتجات الصيانة الدولية، فشكّكت في الأساس العلمي للتوصية، قائلة: «لا توجد دراسات تتناول الإيثانول بحدّ ذاته، وكل البيانات المتوافرة تستند إلى أبحاث حول آثار شرب الكحول على الإنسان».

وأشارت «فايننشال تايمز» إلى أن المشاورات العامة التي أطلقتها الوكالة حول حظر الإيثانول في وقت سابق من هذا العام قد استقطبت نحو 300 ردّ من أصحاب المصلحة، معظمها يعارض القرار.

تحذيرات من مراكز الوقاية الأوروبية
في أيار/ مايو الماضي، دعا «المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها» (ECDC) الحكومات الوطنية إلى اعتماد المطهّرات الكحولية كوسيلة أساسية لنظافة اليدين.

ووفق التقرير، فإن تصنيف الإيثانول كمادة سامة سيتيح للشركات التقدّم بطلبات استثناء مؤقت («derogation») تسمح باستخدامه في حال عدم وجود بدائل، على أن تُمنح لمدة لا تتجاوز خمس سنوات وتُقيّم كل حالة على حدة، ما سيضيف تكاليف وتأخيرات إضافية لقطاع الرعاية الصحية.

الإيثانول… مادة يصعب استبدالها
تشير بيترز إلى أن أحد أسباب أهمية الإيثانول هو مرونته وسهولة إنتاجه من مصادر متنوعة، ما يجعله عنصراً أساسياً في حالات الطوارئ الصحية مثل جائحة كوفيد-19: «في كل مرة نرى فيها إنتاجاً طارئاً لمعقّمات اليدين، يكون الإيثانول هو الخيار الأول، لأنه يمكن تصنيعه بسهولة».

ولم تصدر المفوضية الأوروبية بعد أي تعليق رسمي على القضية، في انتظار قرار اللجنة المقرّر أواخر نوفمبر، وفق ما نقلت «فايننشال تايمز».

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.