خاص شفقنا- بعد 17 عاما على التحرير هل نجح أعداء المقاومة من مذهبتها؟

661
خاص شفقنا- بيروت-

في الخامس والعشرين من أيار عام 2000 اندحر العدو الاسرائيلي من معظم الاراضي اللبنانية مهزوما تحت ضربات المقاومة التي لم تستكين منذ العام 1982 حتى يومنا هذا. خلال فترة الاحتلال قدم لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته تضحيات كبيرة في سبيل سيادته وحريته واستقلاله ووحدة شعبه على مختلف انتماءاتهم السياسية والمذهبية.

بعد ذلك أعلنت الحكومة اللبنانية الخامس والعشرين من ايار عيدا  للمقاومة والتحرير واصبحت شريحة كبيرة من اللبنانيين تحتفل بهذا العيد في كل عام رغم وجود فئة سياسية تكاد لا تعنيها هذه الذكرى نظرا للانقسام السياسي ومحاولة البعض مذهبة المقاومة خاصة بعد اندلاع ما سمي بالربيع العربي ودخول حزب الله في الصراع الدائر في المنطقة.

فهل نجح أعداء المقاومة في تحقيق هدفهم؟

القاضي عريمط : التحرير هو يوم وطني وجهادي

وكالة شفقنا تحدثت الى عدد من رجال الدين من مختلف الطوائف اللبنانية. القاضي في دار الفتوى الشيخ خلدون عريمط  رأى ان  انجاز التحرير هو عمل وطني وجهادي كبير والمهم ان نحافظ على قيمة هذا الانجاز بالمزيد من الحرص على الوحدة الوطنية في لبنان لان اي انجاز يتناقض مع الوحدة الوطنية يفقد قيمته ويفقد معناه، معتبرا ان قتال العدو الاسرائيلي والجهاد في سبيل تحرير فلسطين من البحر الى النهر هو واجب شرعي على كل المسلمين

واشار الى ان اي قتال داخلي على الصعيد اللبناني او العربي مرفوض ولا يخدم الوحدة الوطنية في كل قطر عربي  ولا يخدم المصلحة الاسلامية التي يجب ان تنطلق من قوله تعالى: “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا”، مضيفا “القتال بين ابناء الوطن الواحد والامة الواحدة على الصعيد القومي او على الصعيد الاسلامي يتناقض تماما مع مقاصد الشريعة الاسلامية”.

واعتبر ان يوم تحرير الارض من العدو الصهيوني يجب ان يكون يوم عودة الوعي الى ابناء الوطن والى ابناء الامة العربية وامتدادا الى ابناء الامة الاسلامية لان يتقوا الله في اوطانهم وشعوبهم وامتهم ويوقفوا هذا النزف على الصعيد العربي او الاسلامي و يتجهوا جميعا لتحرير بيت المقدس وان لا ينشغلوا بمعارك جانبية كما يحصل الآن في سوريا والعراق واليمن وليبيا.. هذه الصراعات التي سقط فيها عشرات الألوف لا تخدم قضية التحرير وفلسطين.

وتابع من هنا يأتي دور العلماء لان ينصحوا وان لا يكونوا جزءا من الصراع الدائر على الساحة العربية والاسلامية انما يجب ان يكونوا دعاة وحدة بين ابناء الامة العربية اولا، لأن وحدة العرب هي الخطوة الاولى لوحدة المسلمين الذين حملوا رسالة الايمان والاسلام  والتراحم بين الامم والشعوب.

المطران صليبا: عيد التحرير يوم مجيد ونحيي السيد نصرالله

“اننا اليوم نحتفل بالذكرى السابعة عشر لتحرير الجنوب من براثن الاستعمار الاسرائيلي الصهيوني ونفرح ونبتهج مع المقاومة لانه انتصار كبير حققته اليوم وهو امتداد لما ننتظره ونأمله ونرجوه ليتحقق في تحرير جنوب لبنان كاملا امتدادا الى تحرير فلسطين وكل اجزاء العالم العربي من الاعداء المباشرين وغير المباشرين” بهذه العبارات استهل راعي ابرشية جبل لبنان للسريان الأرثوذكس المطران جورج صليبا حديثه مع وكالة شفقنا.

وأضاف “اليوم هو يوم تاريخي ومجيد وهذا  تم بسواعد الابطال والشهداء الذين نصلي من اجل سعادتهم في السماء ليتعلم البعيد والقريب ما هي اهمية الدفاع عن الوطن والمقدسات.

ووجه المطران صليبا تحية الى المقاومة وامينها العام فقال: “نحيي المقاومة بشخص سيدها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ومعاونيه الذين يتعاملون معه من الداخل والخارج”.

الشيخ ابي المنى: على رجال الدين حفظ الامانة والوفاء للمقاومين

من جهته رئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز سامي ابي المنى فقال:” نهنئ اللبنانيين والمقاومين بهذه الذكرى المجيدة التي كان ثمنها الشهداء والتصميم والارادة والايمان بالله، والايمان بـأن النصر آت فكان هذا الثبات للمقاومين ولقيادة المقاومة التي انجزت تحرير الارض من العدو وهذا الانجاز الكبير يحتاج الى ارادة تحصين ككل الانجازات التي تحصل في الثورات .

ورأى ابي المنى ان السياسيين ورجال الدين والمجتمع المدني مسؤولون عن التحصين وسيادة هذا الانجاز بالوحدة الوطنية والاتجاه نحو بناء الدولة العادلة والقوية التي تحضن أبناءها، مؤكدا ان تحصين الدولة لا بد ان يكون من خلال التفاهم والتوافق والتربية على الوحدة الوطنية والمواطنة الحاضنة لهذا التنوع الديني والسياسي الموجود في لبنان ولابد من ان يكون هناك عقيدة ثابتة وواضحة باعتبار ان اسرائيل هي العدو وباعتبار ان لبنان لا يمكن ان يحكم الا بالتوافق والتفاهم واحترام تاريخه .

واشار الى ان المقاومة التي كان لها شرف التحرير اليوم هي ايضا مسؤولة ان تهدي هذا الانتصار الى كل الشعب اللبناني والدولة والوطن الذي يجمعنا.

وختم بالقول: “نحن كرجال دين مسؤولون عن تربية مجتمعاتنا وبيوتنا ومدارسنا وكنائسنا ومساجدنا على الانفتاح لا التعصب وحفظ الامانة والوفاء للمقاومين لا التنكر لها، وعلينا وان ننبذ الارهاب والتعصب والتكفير كما

فالدين الحق امرنا بأن نحب بعضنا ونتعاون في بناء اوطاننا ومجتمعاتنا .

 المفتي عبد الله: المقاومة هي حالة شموخ وطنية واسلامية

مفتي صور وجبل عامل وعضو الهيئة الشرعية في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ حسن عبد الله رأى ان عيد المقاومة والتحرير هو عيد استثنائي في تاريخنا العربي والاسلامي حيث لا يوجد هناك مناسبة مشابهة في مواجهة العدو الاسرائيلي وتحرير الارض من خلال فعل المقاومة  تجاه العدو الاسرائيلي كما جرى في العام 2000 وان كان قد سبقه عام 1985 الانسحاب الاول للعدو وكل ذلك بجهد وارادة المقاومة الباسلة التي  تشكل عنوان لبنان وفخره في التاريخ المعاصر حيث ان هذا العدو كان يشكل خوفا لكل الجيوش بينما هذه المقاومة اسقطت هذه الاسطورة اسطورة العدو الاسرائيلي.

واضاف :”نحن اليوم في عيد التحرير وظيفتنا الاساسية كإدراة لبنانية وادارة سياسية لبنانية وكمقاومة هو الحفاظ على هذه الانجازات حيث لا يمكن الحفاظ على هذه الانجازات الا من خلال حفظ السلم الاهلي وان نؤمن بالعيش المشترك ووحدة الشعب والجيش والمقاومة التي تشكل قيامة لبنان وقوته وحمايته.

ورأى المفتي عبد الله ان الجهات الدينية هي في مقدمة هؤلاء الذين دعوا الى محاربة العدو الاسرائيلي وفي مقدمتهم الامام المغيب السيد موسى الصدر الذي اطلق المقاومة وكان يدرك ان العمل المقاوم هو اساس حفظ الوطن والارض وهو القائل بأن اسرائيل شر مطلق وان التعامل معها حرام وهو الذي كان يدعو كل الجهات الى مواجهة العدو وتوحيد الجهات لمواجهته وهو القائل واذا واجهتم العدو فقاتلوه بأسنانكم واظافركم وسلاحكم مهما كان وضيعا.

وختم بالقول: “اليوم ومنذ العام 2000 نحن نعيش لحظات انتصار بينما العدو الاسرائيلي يعيش لحظات خذلان وتخاذل وهوان، فالرعب الذي يعيشه هو رعب حقيقي وان ما قامت به المقاومة في مواجهة هذا العدو تشكل لنفسها حالة شموخ على المستوى الوطني والمستوى الاسلامي .

شفقنا

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here

The reCAPTCHA verification period has expired. Please reload the page.